الإثنين ، 25 يناير 2016 ، الساعة 11:21 بتوقيت مكة المكرمة
الرئيسية / مقالات / هل يجبر الأسد دوما أن تحتذي حذو المعضمية في سيناريو الصمود ثم الهدنة

هل يجبر الأسد دوما أن تحتذي حذو المعضمية في سيناريو الصمود ثم الهدنة

Evacuation-1732
هبة محمد : سوريا مباشر

في سياسية لم تعد غريبة على المعارضة السورية، ينتهجها نظام الأسد ويكررها على المدن المحاصرة، والتي تبدأ بإخراج النساء والأطفال من هذه المدن تحت غطاء المنظمات الإنسانية، بعد أن تُشبع الأهالي في السنوات العجاف علقم الخوف و الجوع ونقصٍ بالأموال والأنفس والثمرات، وينتهي بهم الأمر بعقد هدنة مكتوبة وموقعة لصالح كتائب المعارضة، ومنفذة في واقعها على الأرض لصالح بشار الأسد ونظامه المخابراتي.

بعد أن خرج نساء مدينة معضمية الشام في الشهر العاشر من السنة الماضية، من حصار أنهك أرواحهن، وتركنّ شباناً ورجالاً في المدينة على الثغور والجبهات بعد رفضهم لهدنة قالوا أن بنودها لا تصلح للتفكير، ولا تتناسب مع حجم المقاومة التي بذلت في التصدي لهمجية جيش بشار الأسد، لكنهم وبعد شهور قليلة وقعوا هدنة في صالحهم بكامل البنود، وبدأت برفع علم النظام كحسن نية من الطرفين، ولكن سوء نية النظام في تطبيق العهود والبنود ما زال عالقاً بعد عام من الهدنة، أمام زنزانات المعتقلين، من نساء ورجال على حد سواء والذين كانت قد أعطتهم بنود المصالحة أهم أولوياتها، فيما كان الخارجين من تلك الزنزانات هم جثث هامدة تعود بأشكالها على ما يبدو عليها إلى العصور الحجرية.

والآن في الغوطة الشرقية أكبر معاقل المعارضة السورية بالريف الدمشقي، خرج قرابة الخمسين عائلة من مدينة دوما إلى مناطق جيش النظام، برعاية وتدبير من عملائه من أبناء المدينة المولين لحكم الأسد، دون الرجوع إلى تنسيق رسمي مع كتائب الثوار في المنطقة.
وذلك عبر معبر مخيم الوافدين الخاضع لجيش الأسد، في حادثة هي الأولى من نوعها خلال فترة حصار ريف دمشق الشرقي التي زادت عن العام.

حيث سمح بالخروج لكبار السن و الأطفال والنساء، وكان بانتظارهم باصات نقل كبيرة، وتم نقلهم إلى بلدة “ضاحية قدسيا” حيث مراكز إيواء لحصر العائلات هناك، والتحقيق مع ذوي الشبان المطلوبين لأفرع الأمن التابعة لبشار الأسد، ومن ثم يتم السماح لهم بالخروج إلى أقربائهم داخل مناطق سيطرة النظام في العاصمة دمشق.

يرجح مصدر ميداني خاص من داخل دوما أن خروج الأهالي و قبولهم بأي شرط هو مجرد بداية لنهاية غير محسومة النتائج وخاصة بعد هروب الكثير من الكوادر الطبية ولجوئهم إلى تسوية أوضاعهم وإغلاق معبر المدينة الإنساني، الذي كان السبب في ندرة لقمة العيش وارتفاع سعرها لينافس القدرة على الحياة، ويتوقع أن “تتكرر عمليات الإجلاء للأهالي من النساء والأطفال والطاعنين بالسن، برعاية الهلال الأحمر والمنظمات الإنسانية خلال الأيام القادمة”، وترك المدينة خاوية على عروشها من أسباب الرحمة، ليكون صوت القتل المنبعث من الرصاص و هدير الطائرات هو سيد الموقف.

Print Friendly

اضف رد