الأحد ، 7 فبراير 2016 ، الساعة 3:36 بتوقيت مكة المكرمة
الرئيسية / أخبار أخرى / اجتماعات في عمّان والريحانية لنواة “جيش وطني” سوري

اجتماعات في عمّان والريحانية لنواة “جيش وطني” سوري

349
ينعقد اليوم اجتماعان سوريان من شأنهما أن يكونا حاسمَين في تحديد مصير الثورة السورية، وما يُقال إنه قد يكون مساراً سياسياً لحلها.
وعلمت “العربي الجديد” أن اجتماعاً تشهده العاصمة الأردنية، عمّان، اليوم الأربعاء، يحضره رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، خالد خوجة، مع قادة أبرز الكتائب المسلحة للجبهة الجنوبية، بالتزامن مع اجتماع آخر يعقد في مدينة الريحانية التركية القريبة من الحدود السورية ويحضره عدد من أعضاء الائتلاف وقادة الكتائب ومجلس قيادة الثورة المعروف بتجمع “واعتصموا”، وذلك لتحقيق هدفين اثنين: انتقاء ممثلين عسكريين من الفصائل الفاعلة وانتدابهم إلى صفوف الائتلاف، وتشكيل مجلس عسكري جديد يمثل معظم الفصائل الكبرى، وصولاً إلى تشكيل “جيش وطني” يتبع لوزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة التابعة بدورها للائتلاف السوري.
بذلك، يكون الائتلاف قد باشر في تنفيذ خطواته العملية من أجل اعتماده كحامل سياسي لقوى الثورة العسكرية والمدنية الفاعلة، وفق الرؤية التي يسعى لتحقيقها مؤتمر الرياض الذي دعا إلى عقده مجلس التعاون الخليجي.

من هنا، جاء قرار الخوجة بإقالة المجلس العسكري الأعلى لقيادة الأركان (مجلس الثلاثين) على اعتباره لم يعد يمثل الفصائل العسكرية الفاعلة، ويرجح أن يسعى من خلال اجتماعي الريحانية وعمان إلى انتقاء ممثلين عسكريين داخل الائتلاف من الفصائل الكبرى الفاعلة وتشكيل مجلس عسكري جديد يمثل معظم الفصائل الكبرى، وصولاً إلى تشكيل جيش وطني يتبع لوزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، وفي الوقت ذاته إعادة هيكلة الائتلاف بضم ممثلين عن القوى المدنية في الداخل لزيادة ربط الائتلاف بالداخل وقطع الطريق على محاولات حل الائتلاف وسحب الثقة منه من خلال المؤتمرات التي تروج لها كل من روسيا ومصر.
وأكد مصدر مطلع من الائتلاف الوطني رفض الإفصاح عن اسمه لـ”العربي الجديد” أن الاجتماعين سيبحثان تشكيل قيادة مشتركة جديدة لهيئة الأركان مكونة من فصائل فعالة ولها مناطق نفوذ كبيرة، بالإضافة إلى تشكيل جيش وطني يضم جميع الفصائل ويستثني تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة”، كما يبحث الاجتماعان ورقة إصلاح الائتلاف ودخول ممثلين عن الفصائل المشكلة لهيئة الأركان الجديدة. وحسب تصريحات المسؤول المعارض، فإن الاجتماع سيكون له وقع كبير سياسياً وعسكرياً، وسيغير من شكل المعارضة السورية بشكل كامل، حيث سيتم تشكيل أكبر تجمع عسكري تحت قيادة عسكرية مشتركة ومرتبطة بحامل سياسي حاصل على اعتراف 114 دولة.
أما المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة، الذي ينظم مؤتمر الريحانية، فأكد بدوره لـ”العربي الجديد” أن المحور الرئيسي لمؤتمر الريحانية هو وضع رؤية لحل سياسي في سورية، مبيناً أن المؤتمر سيكون مؤتمراً جامعا للقوى الثورية العسكرية والمدنية والسياسية، وسيضم ممثلين عن أعضاء الائتلاف وشخصيات اعتبارية كممثلين عن المحافظات السورية وممثلين عن كل الطوائف، بالإضافة إلى ممثلين عن أغلب الفصائل العسكرية.

إلا أن مسؤول الائتلاف أكد أن الاجتماعين مكملان للقاء التشاوري الأول الذي ضم عدداً كبيراً من فصائل الثورة البارزة والذي جرى في 22 أبريل/نيسان الماضي وتم الاتفاق خلاله على خمس نقاط أساسية، وهي: لا حل سياسي في سورية إلا برحيل الأسد، العمل على تحقيق التوافق والتنسيق بين القوى الثورية، حماية القرار الوطني المستقل، دعوة جميع السوريين للانضمام إلى صفوف الثورة، أن يكون الحل شاملاً على كافة الأراضي السورية. وأوضح المسؤول أن الاجتماعين يركزان على وضع رؤية جديدة مشتركة تجاه الحل السياسي في سورية، مشيراً إلى أن استمرار الاجتماعات مع القيادات العسكرية والتوافق معها هو ما يدفع بهما الائتلاف بقوة وخاصة بعد المؤتمرات التي سعت لها روسيا ومصر ومشاورات جنيف مع معارضين سوريين من أجل سحب الاعتراف من الائتلاف كممثل شرعي وحيد للشعب السوري والمحاور عنه. ولفت إلى أن جهود الائتلاف للاجتماع بالقوى العسكرية وتوحيدها، يدفع إلى تشكيل جيش وطني يحمي كافة أطياف الشعب السوري ويدافع عن الأراضي السورية ويحارب نظام الأسد وتنظيم “داعش” و”الكتائب الأخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة”.

وعلمت “العربي الجديد” بحسب مصادر عسكرية من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، أن جميع الفصائل المتواجدة في الغوطة ستنضوي تحت راية “جيش الإسلام” بقيادة زهران علوش، مشيراً إلى أن كتائب “فجر الأمة” انضمت لـ”أجناد الشام” استعداداً للانضمام لجيش الإسلام برفقة بقية الفصائل، لافتاً إلى أن ذلك سبق اجتماعاً لعلوش مع قيادة غرفة عمليات الجبهة الجنوبية المعروفة باسم “الموك”، وتم الاتفاق على دعمه في الغوطة مقابل مقاتلة تنظيم “داعش”، ولا سيما بعد سيطرة الأخير على تدمر واقترابه من دمشق. وأضافت المصادر العسكرية أن هناك تغييرات عسكرية كبيرة ستحدث في الأيام المقبلة على مستوى القيادة العسكرية للمعارضة السورية، وهذا ما سيؤثر إيجاباً على مستوى التسليح الذي ستتلقاه في المقابل.

ولفتت المصادر إلى أن ذلك يحدث مع اقتراب موعد مؤتمر الرياض الذي دعا له مجلس التعاون الخليجي في البيان الختامي لقمة المجلس الأخير، والذي يستضيف من خلاله أطرافاً من المعارضة السورية ويبحث عن حل سياسي للقضية السورية، وهذا ما “سيساعد على إيجاد حل سياسي وأطراف من المعارضة السورية يمكنها إسقاط النظام السوري والقضاء على التنظيمات المتطرفة” على حد تعبير المسؤول القيادي في الائتلاف.

المصدر:العربي الجديد

Print Friendly

اضف رد