الخميس ، 21 يناير 2016 ، الساعة 7:45 بتوقيت مكة المكرمة
الرئيسية / مقالات / الحصار هو السّجن الأقلّ كلفة

الحصار هو السّجن الأقلّ كلفة

جوع

نادية خلوف – سوريا مباشر
تبتكر الدكتاتوريات أساليب للتّعذيب، تتفنّن في الأسلوب والطريقة .
النّظام السوري أوجد طريقة استحقّ أن يأخذ العلامة الكاملة عليها، ويأخذ معها براءة اختراع الطريقة هي:
الانتقام الجماعي من السّكان بتجويعهم حتى الموت.
لايشفي غليل ذلك الرّجل الذي يشرف على تعذيبك أن تلفظ أنفاسك الأخيرة أمامه. يتمنى أن تعود مرات ، ومرات للحياة كي يغذي نار الحقد، هو ليس الأسد فقط بل كل من تربى على فكره، بل إن أولئك الجنود الذين يحرسون الموت في مضايا والزبداني، والذين غسلت السلطة أدمغتهم ووحّشت قلوبهم تحت فكرة الانتقام من العدو الطائفي الذي كانوا يعيشون معه وعلى نفقته، أولئك الجنود هم أشخاص آليون يخدمون النّظام مثلهم مثل الصّاروخ الروسي أو البندقيّة، مثلهم مثل أي دعوة طائفيّة تجعل الطرف الآخر وقوداً لها.
من ينتمي إلى دين البشر لا يضحكه منظر طفل يمشي كهيكل عظمي، ولا تعفيه صرخة ” ياحسين” من توصيفه كمجرم، مثلما لا تعفي “صرخة الله أكبر” الإرهابي من كونه إرهابي.
طريقة التعذيب الآن تدعى دعهم يموتون على مرأى من العالم، وبين الفينة والأخرى يطلقون صاروخاً ناطقاً يقول: ” بدكون حرّيه. هاي حريّة”
عندما تسير الهياكل العظمية في شوارع المدن التي يحاصرها النّظام يكون الجلادون والدّكتاتور، وربعه يقهقهون، ويشربون كأس الانتصار، والعالم صامت أمام قدرة النّظام الخارقة . لابد لنا أن نطلق رصاصة الرّحمة على كلّ تسميات المجتمع الحرّ.
قد يخرج الآن بطل من الأبطال الآليين عند سيادته يسألني عن وضع العصابات المسلحة.
يمكنني الإجابة ببساطة أن تلك العصابات تشبه الأحزاب المرخصة ، تستخدم اسماً يلمع لكنها تخرّجت من مدرسة الأب القائد، ويعرف النّظام مديرها، ومدرسوها ، والمشرف عليها.
بينما تموت المدن من الحصار والجوع. يحتار بعض الذين يلّمعون وجوههم وأحذيتهم كيف يبرّرون قتل هذا أو ذاك لأنّه مع تلك الدّولة أو تلك.
الصرخات التي لا تصبّ في مصلحة فكّ الحصار أولاً ، والحرّية ثانياً هي صرخات مشبوهة ، فالشعب السّوري لا ينتظر أن يخرج من استبداد النّظام من أجل أن يقع تحت استبداد آخر، ولكن مع رحيل الشّعب السوري إلى المجهول لم نعد نسمع إلا المتباكين على الوطن، وهم مستفيدون من النّظام بطريقة ما، وربما يعيشون في كل دول العالم، فمن يدافع عن النّظام مرتبط بأشخاصه اقتصادياً ليس إلا.
لن يمض الأمر كما يشاء المجتمع الدّولي والإقليمي والعربي.
سيعيش بعض الجياع من الأطفال، ويكبرون، ثم يعلّمون العالم دروساً في الإنسانية، وسوف ييثور الجياع ضد الظلم. الثورة المقبلة ستكون ثورة الجياع من أجل العدالة.

Print Friendly

اضف رد