الإثنين ، 1 فبراير 2016 ، الساعة 7:57 بتوقيت مكة المكرمة
الرئيسية / أخبار أخرى / شبيحة تنصح إرهابية !!!

شبيحة تنصح إرهابية !!!

IMG-20160117-WA0005

خاص: سوريا مباشر

توقفت بالسيارة على اوتوتستراد المزة في دمشق، و على اليمين من القصر العدلي الجديد بناء أبيض كبير و ببطء ترجلت و تقدمت باتجاه المبنى عناصر النظام في كل مكان مسلحين و مموهين ينتشرون حول القصر الذي يضم محكمة الارهاب و تحاشيت النظر مباشرة في أعينهم خشية أن تفضح عيناي كم أكرههم و أكره نظامهم . هنا في هذا القصر من المفترض أن أجد اسم أمي المعتقلة في دفتر ما ، عليّ أن أدقق في الأسماء عليّ أن أجده هكذا يضيع النظام عمر المعتقل و عمر عائلته في إجراءات عفنة و طويلة بين أفرع و محاكم الإرهاب ووزارة العدل،  وصلت إلى الباب الأسود الكبير وكان مئات قد سبقوني إليه فوقفت معهم انتظر . نادى عنصر الباب على اسمي فأجبته بأنني هنا ، أمرني بالدخول إلى غرفة التفتيش لأن أهل نهر عيشة بيخوفوا فاجاتني السيدة التي قامت بتفتيشي بالقول ” أطفئي هاتفك الجوال إذا عرفوا انه يعمل بتتبهدلي ” كانت شبيحة تنصح ارهابية . انتهى التفتيش و أخرجوني كي أسجل اسمي في دفتر كبير مع سبب الزيارة إلى محكمة الإرهاب ضحكت و قلت ” أن السبب هو الشوق لهم ” لم يجب العنصر على تهكمي العلني فميا كانت فكرة تفجير المبنى برمته لا تفارق بالي ، أمرني العنصر أن انتظر في داخل المبنى و في ركن فيه غيري من المنتظرين كنا نقف تحت الدرج و نشم رائحة سيئة للغاية . كانت تقف بالقرب مني إمرأة مسنة و سألتني عمن أبحث هنا ،قلت لها عن أمي دهشت السيدة و صرخت بأعلى صوتها “أمك معتقلة نظر الجميع إلي باستغراب فأجبتهم نعم أمي معتقلة منذ عام و لا أعلم أين هي و أنا هنا لأبحث عن اسمها ثم قلت لهم  هل هي المرة الأولى التي تسمعون فيها عن اعتقال امرأة؟! … لم يجب أحد حين صرخ عنصر فينا بأن نصمت و إلا سيطردنا إلى الخارج. تحولت أسئلة الحاضرين إليّ هامسة من أين أنت ؟ متى و أين اعتقلت والدتك ؟ لماذا تورطت الحجة ؟ كم عمرها ؟ فيما ردد البعض عبارات الشفقة عليّ و عليها ، وراح البعض يظهر متفاجئاً من إعتقال النساء ،كان عليّ أن أجيب الجميع دفعة واحدة قلت لهم ، أمي إرهابية هكذا قال لي الضابط الذي اعتقلها من الحاجز ثم إني لست المسكينة الوحيدة هنا كلكم مساكين مثلي تبحثون عن معتقلين، كنت أبكي وأنا أرد على جملهم و أسئلتهم و دهشتهم ، فاعتذرت المسنة القريبة مني بالقول ” إن الرجل يتحمل الإعتقال أكثر من المرأة ” جاء دوري لأدخل الديوان فسألني العنصر في المكتب عمن أبحث قلت عن أمي، أراني عشرين سجلاً كبيراً و منحني عشرة دقائق لأقرأها كلها و أجد أو لا أجد اسم أمي فيها كانوا قد أدخلوا رجلاً كبيراً في السن معي إلى الديوان و هو لا يقرأ و لايكتب فسألني أن أبحث عن اسم ابنه ” أحمد ” بين الأسماء ثم مرت الدقائق الممنوحة لي سريعاً ولم أجد اسم أمي ولا اسم أحمد و حتى السجلات لم تنته و لم أعرف إن كان اسمها من بين آلاف الأسماء هنا خرجت من المحكمة وأنا أردد في ذاتي هل كنت أعول فعلاً على كشف مصير أمي اليوم لا لكنه يوم جديد ضاع في البحث عنها هي الإرهابية التي داوت جريحاً في منزلها و حمت شباباً متظاهرين من الاعتقال و أدخلت طعاماً للمحاصرين في جنوب العاصمة . حسناً انتِ ارهابيةيا أمي، و أنا أعتز بك ، أينما كنت .

Print Friendly

اضف رد