الخميس ، 7 أبريل 2016 ، الساعة 8:43 بتوقيت مكة المكرمة
الرئيسية / أخبار أخرى / اغتصاب في المعتقل 4

اغتصاب في المعتقل 4

اغتصاب

ريم عبد الكافي: سوريا مباشر

يجتاح الألم كياني ، كعاصفة تريد أن تقتلع روحي تخنق أنفاسي ، وتدخلني في متاهات الحزن واليأس ، رحماك يارب بروحي ، فقد ضاق بها جسدي ، وبات الموت شفاء لألمي ، وبلسما لجراحي .

كإرهابية تم اعتقالي من بيت أهلي ، عشرات العناصر الأمنية طوقت الشارع ، وجروني كما تجر النعاج ، في وطن تحول إلى حظيرة للعبيد ، عندها لم يتمالك أخي نفسه ، فصرخ في وجه الضابط : ماذا تريدون منها  ؟ فما كان منه إلا أن صفعه على وجهه ، وطلب من عناصره اعتقاله ، وتم اقتيادنا إلى فرع الأمن العسكري ، وهناك بدأت مسيرة الحداد على حياتنا وأرواحنا .حين دفعوني إلى غرفة التحقيق شعرت كأني سقطت في بئر مظلم عميق ، لوهلة اختفت الألوان من أمامي ، وباتت الحياة رمادية بلا ألوان ، وضعت في فراغ رهيب من الوحشة .

تم تقيد أخي عمر إلى الحائط ، أما أنا فكان التحقيق معي يتم لساعات طويلة يتخلله تعذيب رهيب أمام أخي ،وهذا ما كان يضاعف عذابي وأنا أرى دموعه تغطي وجهه ، وزفرات الألم تخرج من صدره ، كمن يلفظ أنفاسه الأخيرة ، بقينا تسعة أيام سوداء يتناوب فيها المحققين على تعذيبي وجلدي وصعقي بالكهرباء ، فيفقد أخي الوعي لشدة القهر ، وأفقد أنا الوعي لشدة العذاب ، وفي اليوم التاسع دخل المحقق وبدأ يلكمني بشدة ، حتى غطت الدماء معالمي ، ثم جردني من ثيابي ، وقام باغتصابي أمام أخي ، كانت لحظات من الوجع لاينسى ، كنت أصرخ وأبكي لهول الفاجعة ، وكأن براكين القهر تفجرت في داخلي ، أتوسل إليه أن يرحمنا ، ولكن السافل كان يتلذذ بقذارته ، وصوت ضحكاته الكريهة تقتل مابقي من كبريائي وكرامتي ، كوحش يتشفى من فريسته ، أي حقد زرع داخله ، وأي عقيدة ربته ، حتى الوحوش تنفر من فعلته ، وحدها الشياطين تتقن الحقارة التي يتقنها ،ظل أخي يبكي ويئن حتى فقد الوعي ، غاب عمر ولم يستيقظ بعدها ، لقد اعتصر القهر قلبه ، وجروه من الغرفة كجيفة لاقيمة لها ، وأي قيمة للغرباء في وطن يصبح ابن البلد غريبا وهو الذي تربى على حبه ، ورضع عشقه مع حليب أمه ، لم نعد نستحق الحياة لأننا لا نشبههم .

رميت بعدها في زنزانة سوداء ، انتظر الموت حبيبا يأتي على فاقة ، أدعو الله كل يوم أن ألحق بأخي عمر ، أدعوه أن يأخذني إلى جواره فماعدت أصلح للعيش في هذه الحياة ، عمر انتظرني إني أشعر أن اللقاء قريب ، سنكون معا من جديد ولكن في حياة لاوحوش فيها ولا ذل وطن .

Print Friendly

اضف رد