الخميس ، 7 أبريل 2016 ، الساعة 9:55 بتوقيت مكة المكرمة
الرئيسية / أخبار رئيسية / قمة أوروبية تركية حاسمة لوضع حد لأزمة الهجرة

قمة أوروبية تركية حاسمة لوضع حد لأزمة الهجرة

AFP - من الارشيف

AFP – من الارشيف

قمة حاسمة في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن أزمة اللجوء التي تزداد تعقدا مع مبادرة عدد من العواصم الأوروبية بإغلاق حدودها في وجه اللاجئين نتيجة لغياب إستراتيجية واضحة في التعامل معهم، وترغب أنقرة في تحقيق أهداف كبرى لقاء المساعدة في الأزمة ومنها رفع التأشيرات عن الأتراك للدخول إلى أوروبا.

العرب  – بروكسل
تشهد بروكسل، اليوم الاثنين، قمة بالغة الأهمية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا من أجل التوصل إلى تسوية لأزمة الهجرة وهي الثانية من نوعها خلال أربعة أشهر.
وسيمارس الاتحاد الأوروبي المنقسم بسبب مشكلة المهاجرين، ويدرك أن أنقرة تملك مفتاح مساعدته للسيطرة على هذه الأزمة التي تهدد وجوده، ضغوطا على تركيا خلال لقاء الاثنين في بروكسل مع رئيس الوزراء التركي أحمد داودأوغلو.

وكان الاتحاد الأوروبي وقع في نهاية نوفمبر “خطة تحرك” مع أنقرة لوقف تدفق المهاجرين الذين يغادرون بالآلاف السواحل التركية متوجهين إلى الجزر اليونانية.

وبعد جولة في البلقان واليونان وتركيا، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، الجمعة، إنه “لمس توافقا أوروبيا (…) على استراتيجية شاملة يمكن أن تساعد، إذا طبقت، في الحد من تدفق المهاجرين”.

والحل المطروح هو تطبيق اتفاقات شنغن للتنقل الحر بحذافيرها عبر عدم السماح بدخول اليونان سوى للأشخاص الذين يقدمون طلبات لجوء.

وهذا سيسمح بأن ترفع، بحلول نهاية 2016، إجراءات مراقبة الحدود التي تقررها كل دولة بشكل أحادي داخل الاتحاد لوقف تقدم المهاجرين بشكل فوضوي باتجاه شمال أوروبا ثم طرد “كل المهاجرين لأسباب اقتصادية” إلى تركيا التي ستعيدهم إلى بلدانهم الأصلية.

الحل المطروح هو تطبيق اتفاقات شنغن للتنقل الحر بحذافيرها عبر عدم السماح بدخول اليونان سوى للأشخاص الذين يقدمون طلبات لجوء

ويبقى إقناع أنقرة بتنفيذ الوعود التي قطعتها في نوفمبر عبر تطبيق اتفاق إعادة قبول المهاجرين غير الشرعيين في تركيا اعتبارا من الأول من يونيو. كما يريد الأوروبيون أن تعزز تركيا مكافحة المهربين الذين يعملون انطلاقا من شواطئها.

وقال توسك “يمكن خفض التدفق بعمليات إعادة واسعة وسريعة لكل المهاجرين”. وفي مبادرة حسن نية، قبلت أنقرة بأن تعيد من اليونان أكثر من 800 شخص من المغرب العربي إلى أراضيها.

لكن الوضع يبقى مثيرا للقلق، إذ أن نحو 32 ألف مهاجر ما زالوا عالقين في اليونان في ظروف بائسة منذ إغلاق حدود دول البلقان وأوروبا الوسطى التي كانوا يعبرونها في طريقهم إلى ألمانيا والبلدان الإسكندينافية.

ويفترض أن يفرج الاتحاد الأوروبي بسرعة عن مساعدة غير مسبوقة تبلغ 700 مليون يورو على مدى ثلاثة أعوام لمساعدة أثينا التي تواجه أزمة اقتصادية خطيرة.

ومازال نحو ألفي مهاجر يصلون يوميا من تركيا إلى السواحل اليونانية، وهو عدد أقل بثلاث مرات من الذي كان يسجل في أكتوبر.

ويؤكد القادة الأوروبيون بقلق أن العدد مازال كبيرا جدا، ويخشون من موجات أكبر في الربيع عندما يصبح عبور إيجه أقل خطورة.

وقال السفير التركي لدى الاتحاد الأوروبي سليم ينيل إن “ما يثير السخرية في هذه القضية هو أنه علينا نحن أن نوقف التدفق وأن ننقذ الاتحاد الأوروبي”.

واعترف مسؤول أوروبي بأن الأوروبيين وعلى رأسهم فرنسا وألمانيا، “ارتكبوا خطأ استراتيجيا فادحا قبل نحو عشر سنوات” عبر القضاء على كل أمل في انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، ما أثر في الثقة المتبادلة.

دونالد توسك: لمسنا توافقا أوروبيا على استراتيجية يمكن أن تحد من تدفق المهاجرين

دونالد توسك: لمسنا توافقا أوروبيا على استراتيجية يمكن أن تحد من تدفق المهاجرين

وانتزعت أنقرة ثمنا كبيرا لقاء تعاونها في أزمة الهجرة هذه وهو تعليق التأشيرات المفروضة على المواطنين الأتراك ربما اعتبارا من الخريف، وتحريك عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إلى جانب ثلاثة مليارات يورو من المساعدات للاجئين السوريين البالغ عددهم 2.7 مليون في هذا البلد.

وقال المسؤول الكبير “طلبنا مساعدتهم وهم يجعلوننا ندفع ثمنا كبيرا جدا”، موضحا أن الأوروبيين سيقدمون تأكيدات لتركيا، الاثنين، حول برنامج واسع للأمم المتحدة للهجرة القانونية للاجئين السوريين إلى الاتحاد الأوروبي عن طريق تركيا، لكن باستثناء برلين قلة من القادة يميلون إلى المشاركة في مشروع كهذا.

وستنتهز الدول الـ28 فرصة الاجتماع، الاثنين، لمحاولة إعادة بعض الانضباط الجماعي داخل الكتلة. وترفض دول أعضاء عدة تطبيق خطة توزيع 160 ألف لاجئ داخل الاتحاد، التي تم التوصل إليها في سبتمبر للتخفيف عن اليونان وإيطاليا.

وقال رئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس إن بلاده ستواصل السعي من أجل تحقيق التضامن مع اللاجئين واقتسام عبء التعامل مع الأزمة بطريقة عادلة بين دول الاتحاد الأوروبي خلال قمة الاثنين.

وانتقد تسيبراس القيود التي تفرضها بعض الدول على حدودها، الأمر الذي سبب تكدس اللاجئين في بلاده.

واتهم تسيبراس النمسا ودول البلقان “بتقويض أوروبا” لفرضها قيودا على انتقال المهاجرين واللاجئين القادمين من اليونان باتجاه الشمال.

ومع وصول المزيد إلى البر الرئيسي لليونان من الجزر اليونانية القريبة من السواحل التركية توقع ديميتريس أفراموبولوس مفوض الهجرة في الاتحاد الأوروبي أن يصل العدد إلى 100 ألف مهاجر.

وقال تسيبراس أمام اللجنة المركزية لحزب سيريزا اليساري الذي يتزعمه “أوروبا تواجه أزمة عصيبة …هل يمكن أن تتغلب أوروبا، التي يسودها الخوف والعنصرية، على أوروبا المتضامنة؟”.

وأضاف أن دول وسط أوروبا التي تعاني من مشكلات سكانية خطيرة وتتراجع لديها معدلات البطالة يمكن أن تستفيد في الأجل الطويل من خلال استقبال ملايين اللاجئين لكن سياسات التقشف غذت المشاعر المناهضة للهجرة خاصة لدى تيار اليمين.

وتابع قائلا “اليوم أوروبا وقعت بين سندان التقشف ومطرقة الحدود المغلقة. تواصل فتح أبوابها للتقشف لكن توصدها أمام الفارين من الحرب… تريد دول في مقدمتها النمسا فرض منطق أوروبا الحصينة”.

ودعا المستشار النمساوي فيرنر فايمان ألمانيا إلى وضع حد واضح لعدد طالبي اللجوء الذين ستقبلهم من أجل كبح تدفق اللاجئين الذي يمثل تحديا بالغا لتماسك أوروبا في مواجهة أسوأ أزمة للاجئين منذ عقود.

وقال تسيبراس لحزبه إن كل المؤسسات الأوروبية تدين التصرفات “أحادية الجانب” بإغلاق الحدود في وجه اللاجئين.

العرب 

Print Friendly

اضف رد