اعتبر “جمال معروف” قائد جبهة “ثوار سوريا” أن انسحاب قواته من أبرز معاقله في ريف إدلب نهاية لوجود الجيش الحر في المناطق المحررة.
وأكد “معروف” في لقاء مطول مع “زمان الوصل” أنّ هدفه وفصيله، كان ولا زال إسقاط نظام “بشار الأسد”.
ونفى “معروف” ما أشيع عن سفره خارج البلاد وطلبه اللجوء السياسي في بلد أوربي، لافتاً إلى دخوله مرات عديدة لسوريا، معرباً عن اعتزازه بكونه معروفا بين الناس باسمه الحقيقي ووجهه، بينما لا يستطيع أحد معرفة “الجولاني” و”البغدادي”.
وقال إن سلاح الفصيل الذي يقوده هو كان وما زال لحماية الشعب السوري، معتبراً أن لا مشكلة مع هذا الشعب، ولكن ” المشكلة مع أصحاب الفكر المنحرف”.
وغمز “معروف” من قناة “جبهة النصرة” قائلاً إنّ الإسلام ليس رداء نرتديه متى نشاء، ونتركه متى أردنا، مؤكدا أن أعمال الفصائل هي من تشير إلى أن فلانا إسلامي وغيره غير إسلامي، مشيرا إلى أن “تنظيم الدولة شوّه الدين الإسلامي”.
حل “التشكيل”
وفيما يتعلق بالقتال مع “النصرة”، في ريف إدلب، أوضح “معروف” أنّ من قاتل ضده خلال شهري 10و11 من العام الماضي، إضافة إلى “النصرة” كان هناك “جند الأقصى، الدولة، أحرار الشام، صقور الشام، لواء التوحيد، ولواء الأمة”.
ورغم اعترافه بأن “حل التشكيل هو الخيار الأنسب في هذه المرحلة”، إلا أنه ألمح بأن فصيله لم ينتهِ، مشيراً إلى وجود أكثر من 4 آلاف مقاتل تابعين لـ”جبهة ثوار سوريا”، موزعين على عدد من المقرات، لكن دون رفع راية الفصيل.
وأضاف أن المنسحبين من عناصر “ثوار سوريا” هو معروف نفسه رفقة 50 قيادياً إلى الأراضي التركية، لافتا إلى أن انسحاب “ثوار سوريا” عرّى الجميع، ووضع الجيش الحر على المحك، إذ لم يبقَ فصيل يمثله، أو يستطيع إدخال من يمثلون الثّورة السورية في الخارج إلى الداخل السوري من حكومة وائتلاف.
الجيش الحر
ونفى معروف أن وجود فساد في “ثوار سوريا” أدى إلى نهايتها، ومقاتلتها من قبل عدد كبير من الفصائل بريف إدلب، بالإضافة إلى “النصرة”.
وقال إن كلاً من “النصرة”و تنظيم “الدولة” لم يأتيا بدليل يثبت الإدانة بأي عمل فساد، معتبرا أن “اليوم دور معروف وفصليه، وغداً سيكون الدور على (الصقور) و(الأحرار) وغيرهم”.
وكشف “معروف” إلى أنّه طلب مراراً وتكراراً مناظرة زعيمي “النصرة” و”الدولة”، حتّى نرضخ جميعاً لكلمة سواء، وتكون المرجعية فيها للكتاب والسنة، مبدياً استعداداه لمبايعة “الجولاني” إن أثبت فساده، وكذلك “البغدادي”، لكنهم وفق “معروف” لم يستجيبوا لكل تلك الدعوات، و”قد جاؤوا فقط ليدلسوا على الناس، ويقيموا الإمارات الخلبية”.
صخرة “وادي الضيف”
وفيما يتعلق بسيطرة “النصرة” على معسكر “وادي الضيف” في الآونة الأخيرة، بعد محاصرته من قبل “معروف” لثلاث سنوات كما يقال، أجاب “معروف”: “أنا لم أكن وحيدا بمعارك وادي الضيف، ولم أبدأ أي معركة، بل كانت جبهتنا واحداة من أصل 32 فصيلا، بقيادتي، بمن فيهم “النصرة” و”الجبهة الإسلامية”.
وقال إن “جبهة ثوار سوريا” قطعت شريان الإمداد منذ أكثر من عام عن وادي الضيف، مستذكرا المثل الشعبي الذي يقول “إذا رأيت الصخرة تنشطر على يد الحجّار، فليست الضربة الأخيرة هي من شطرتها ولكن مئات الضربات الّتي سبقتها”.
وكشف “معروف” أن قوات الأسد عرضت في وقت سابق من العام قبل الماضي على العقيد جميل العفيفي من “معرة النعمان” انسحاب الجيش إلى “مورك” بسلاحه الخفيف، لكن الفصائل رفضت، “لأننا لم نقبل إلا بخروجه مدحوراً مذلولاً”.
ترسانة معروف
وصف جمال معروف سيطرة “النصرة” على أسلحة ثقيلة من مستودعاته بالادعاءات الكاذبة، مشيراً إلى أنّها لم تستولِ على أي سلاح ثقيل، متحدياً إياها ببث صورة واحدة لآلية ثقيلة صالحة للاستعمال اغتنمتها “النصرة” منه.
وأشار “معروف” إلى أنّ “النصرة” سيطرت على 49 صاروخا من نوع “سهم أحمر” لا قاعدة إطلاق لهم، و450 قذيفة هاون، و16 ألف طلقة رشاش، نافياً استيلاء الجبهة على صواريخ “تاو” وأسلحة ثقيلة من مستودعات فصيله.
*جب معروف
وحول ما قيل عن البئر المكتشف في جبل الزاوية، والذي أخرجت منه “النصرة” عشرات الجثث، متهمة “معروف” بتصفيتهم، أوضح الأخير أن البئر التي ادعوا اكتشاف الجثث فيه، يبعد عن مقر “ثوار سوريا” في بلدة “دير سنبل” حوالي 1،5 كيلو متر، بينما لا يتجاوز 100 متر عن مقر تابع لـ”حركة أحرار الشام”.
وأشار إلى أنّ “النصرة” لم تبث صورة واحدة لضحية في البئر المذكور، معقباً على اتهامات النصرة له بقتل عدد من المدنيين: “نحن لم نقتل إلا شبيحاً وعنصراً من قوات الأسد، وما قتلناه من مهاجرين كان دفاعاً عن أرضنا وعرضنا، حيث لم نهاجم أي مقر تابع لهم، وكل من قُتل منهم، قُتل على أطراف بلداتنا وقرانا، بعدما جاء لاحتلالها”.
معروف وقائد جند الأقصى
وحول ما بثته “النصرة” من صور تظهر استخراج جثة “أبو عبد العزيز القطري” متزعم “جند الأقصى” من بئر تابع لمعروف، أوضح الأخير أنّه “لا يوجد أي دليل على أنّ الجثة عائدة للقطري، وإن سلمنا جدلاً بذلك، فهل من شهود على تورطي، أنا أو أحد عناصري بقتله؟”.
وأشار “معروف” إلى أنّ من بين الأدلة الّتي ساقتها “النصرة” على أنّ الجثة لأبي عبد العزيز، وجود سبّحة في جيبه، حيث إنّ الأخير ينتمي للفكر السلفي الجهادي، الذي يعتبر أن السبّحة بدعة، فكيف توجد معه البدعة؟
وأضاف: “إن تقديمهم لمرافقي على أنه دليل على تورطي بقتل “القطري” هو سوق لأدلة واعترافات غير صحيحة، فالسجين، يتحدث دائماً بلغة سجانه”.
وألمح قائد “ثوار سوريا” إلى أنّ “القاعدة قد تكون وراء تصفية القطري، كما قامت بتصفية “أبو خالد السوري” وقيادات أحرار الشام”، مشيرا إلى “أن من يدخل بالقاعدة ويتغلغل فيها، هو الوحيد القادر على تحديد هوية رموزها الجهادية أمثال القطري”.
ووصف “معروف” وجود القاعدة في البلاد يُشكّل غدة سرطانية في صميم الثّورة، وهي مشكلة لكل السوريين، حيث كان الهدف في البدء، إسقاط النظام، ولكنه تحول لدى البعض إلى الحلم بالعودة إلى الديار.
أين ثوار2011؟
وتساءل “معروف” عن ثوار عام 2011، الذين أصبحوا في دول الشتات، مشيراً إلى أن معظم أمراء “الدولة” و”النصرة” هم من ثوار 2013، حيث كانوا شبيحة وعملاء وموظفين لدى النظام والآن أصبحوا أمراء.
ووفق “معروف” فإنّه لن يترك الساحة لمدعي الإسلام وسيعود إلى سوريا في الوقت القريب لأن خروجه مرحلية آنية، حيث زرعت “النصرة” وأخواتها في أذهان الناس أنّ “معروف” مرتد، وقد تركت الساحة ليقارن الأهالي بين تصرفات ذاك المرتد، مع تصرفات “النصرة” الآن، وما كانت “النصرة” لتقوم بتسيير دوريات الحسبة في شوارع البلدات والقرى الإدلبية عند ما كان “معروف” هناك لكنها الآن تفعل ما يروق لها.
رابط الخبر :زمان الوصل