الخميس ، 7 أبريل 2016 ، الساعة 1:14 بتوقيت مكة المكرمة
الرئيسية / مقالات / حزب الله وإسرائيل وتحاشي الحرب المفتوحة

حزب الله وإسرائيل وتحاشي الحرب المفتوحة

حزب الله

القدس العربي

هجوم حزب الله يوم أمس على مركبات عسكرية اسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة والذي أدى لمقتل جنديين اسرائيليين وجرح سبعة آخرين، يعتبر قويا وموجعا لا سيما ان احد الجنديين القتيلين هو قائد سرية في لواء جفعاتي، الا أنه لا يبدو الرد المنتظر على الغارة الاسرائيلية الجوية في سوريا يوم 18 كانون الثاني/يناير والتي أسفرت عن مقتل خمسة من حزب الله، بينهم جهاد مغنية نجل عماد مغنية، الذي قتل في تفجير سيارة في العاصمة السورية دمشق عام 2008، وضابط إيراني رفيع المستوى.
العملية في مزارع شبعا، جاءت بشكل مدروس لا يؤدي لتفجير الوضع، ولا تجر اسرائيل لحرب في وقت غير مناسب للحزب المنهمك في الجبهة السورية، ويبدو أن هذه العملية تستدرج اسرائيل لحرب استنزاف في الاراضي المحتلة في جنوب لبنان وفي هضبة الجولان، وهذا ما اتفق عليه العديد من العسكريين الاسرائيليين.
فقبل يوم من عملية مزارع شبعا، تعرضت مواقع عسكرية اسرائيلية في الجولان المحتل لهجوم صاروخي من قاعدة سورية في الهضبة، يسيطر عليها حزب الله ورجال الحرس الثوري الإيراني.
من خلال العمليتين في وضح النهار يومي أمس وأمس الاول يبدو ان حزب الله وإيران يحاولان اعادة التوتر إلى هاتين الجبهتين بعد هدوء يبدو انه دام أكثر من اللازم. ففي حين خيم الهدوء على جبهة جنوب لبنان (باستثناء حوادث بسيطة) ثماني سنوات، لم تشهد جبهة الجولان اي هجمات دموية لأكثر من اربعين عاما، وبهذا التصعيد يكتفي حزب الله باعادة الاسرائيليين في هذه المناطق إلى الملاجئ، ويخلي جبل الشيخ من المتنزهين والمتزجلين الاسرائيليين.
أما على الجانب الاسرائيلي، فسيحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استغلال هذا التوتر في حملته الانتخابية، لتسويق نفسه بصورة الرجل القوي القادر على تحقيق الردع لاسرائيل، الا أنه من المشكوك فيه ان يتعدى رده بعض الغارات والقصف المدروس بشكل لا يجر أيضا المنطقة إلى حرب واسعة، يعرض فيها اسرائيل لصواريخ حزب الله وخسائر بالارواح تنعكس سلبا على شعبيته قبل سبعة أسابيع من الانتخابات.
نتنياهو لن يتوانى عن استغلال هذا التوتر على أكثر من جبهة، وخاصة في تصعيده ضد إيران التي حملها مسؤولية الهجوم أمس، وبالتالي سيعمل على تجييره لصالح حملته ضد البرنامج النووي الإيراني، ولن يكون مستبعدا على نتنياهو أن يستغله لتصعيد انتقاد سياسة الرئيس الامريكي باراك أوباما (الذي يرفض استقباله أثناء زيارته المقبلة إلى واشنطن) تجاه المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي.
هذا التصعيد، وكما يستخدمه نتنياهو قبل اسابيع من الانتخابات، هو كذلك فرصة لحزب الله، لتذكير اسرائيل بقدراته، وبالتالي استعادة شعبيته التي خسر الكثير منها عندما تورط بالحرب في سوريا.

رابط المقال :القدس العربي 

 

Print Friendly

اضف رد