تجمع ربيع ثورة | جنوب دمشق
راتب.. محمد.. علي.. وآخرون أطفال الحصار في جنوب دمشق، رجالٌ قبل الأوان بمسؤولياتهم وأعبائهم، اضطرتهم ظروف الحياة القاهرة خلال الحصار المفروض على جنوب دمشق من قبل قوات الأسد منذ أكثر من سنتين لخوضِ غمار تجربة العملِ باكراً.
يستيقظ هؤلاء الأطفال وأعمارهم بين 10 – 15 عاماً صباح كل يوم، ليتوجّهوا إلى حاجز ببيلا – سيدي مقداد مع عرباتهم التي عدّلوها بما يناسب طبيعة العمل في نقلِ أمتعةٍ وأغراضٍ تحوي مواد غذائية وخضراوات للعائلات التي تدخل يومياً من العاصمة دمشق عبر الحاجز إلى بلدات الجنوب الدمشقي المحاصر، ينقلونها عبر عرباتهم بالمسافة الفاصلة بعد حاجز قوات الأسد وصولاً إلى حاجز الجيش الحر حيث تتواجد سيارات خاصة للنقل إلى داخل الأحياء المحاصرة.
يقول راتب وهو أحد الأطفال الذين يعملون على عربة للنقل إنه ” ينتظر العائلات لتدخل، ويحمّل أغراضهم على العربة، وينقلها إلى سيارات النقل “، فيما يقول محمد ” نجحت إلى صف السابع إلا أنني لن أتمكّن من استكمال دراستي لأن والدي لا يعمل، لذا فأنا مضطّرٌ للعمل لأؤمّن جزءاً من مصروف عائلتي “، فيما يضيف علي ” أتقاضى على أجرة النقل الواحدة مبلغ 50 ليرة سورية ( كل 1 $ يساوي 330 ليرة سورية )، وأحصّل بشكل يومي تقديرياً بين 700 – 900 ليرة سورية ” ( 2-3 $ ).
أطفالٌ ساهمت حرب نظام الأسد على الشعب الثائر على صقل شخصياتهم بما يتناسب مع هول المعاناة، وأرغمتهم على ترك مدارسهم والنزول إلى ساحات العمل ليساعدوا عائلاتهم في تأمين مصاريف بسيطة تعيلهم على استكمال حياتهم التي حاول نظام الأسد أن يدمّرها ببراميل الموت من جهة والحصار الخانق من جهة ثانية.