الخميس ، 21 أبريل 2016 ، الساعة 2:50 بتوقيت مكة المكرمة
الرئيسية / أخبار أخرى / تكهنات بعملية تركية سعودية في سوريا وإيران تهدد بحرب إقليمية.. إلى أين تتجه المنطقة؟

تكهنات بعملية تركية سعودية في سوريا وإيران تهدد بحرب إقليمية.. إلى أين تتجه المنطقة؟

1454761741089
بشكل غير مسبوق، انهالت في الأيام الأخيرة الأخبار والتحليلات والتكهنات حول قرب قيام تركيا والسعودية بدعم من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بعملية عسكرية برية واسعة ضد مسلحي التنظيم في سوريا انطلاقاً من الأراضي التركية.

هذه التكهنات عززتها تصريحات الناطق العسكري السعودي أحمد عسيري، الخميس، حول استعداد المملكة العربية السعودية لإرسال قوات برية إلى سوريا لمحاربة “داعش”، والترحيب الأمريكي الذي جاء على لسان وزير الدفاع، آشتون كارتر الذي قال: “أتطلع إلى مناقشة ذلك مع وزير الدفاع السعودي الأسبوع المقبل، ضمن أي نوع آخر للمساهمات يمكن أن تقدمه السعودية”.

وتزامنت هذه التصريحات من الاتهامات التي أطلقها الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، الخميس، بان تركيا تقوم بحشد قواتها قرب الحدود مع سوريا استعدادا لغزو الأخيرة، وقال ايغور كوناشينكوف: “لدينا أسباب قوية للشك في أن تركيا تقوم باستعدادات مكثفة لشن عملية غزو عسكري على أرض دولة ذات سيادة وهي الجمهورية العربية السورية”.

لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال خلال مؤتمر صحفي، مع نظيره السنغالي “ماكي سال”، الذي استقبله في مطار “ليوبولد سيدار سنغور” الدولي، في العاصمة السنغالية، “داكار”، السبت: “إنّ ادعاءات روسيا حيال قيام تركيا بتحضيرات عسكرية، لاقتحام الأراضي السورية، مثيرة للضحك”.

في السياق ذاته، شدد السبت، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية، إبراهيم قالن، على “ضرورة محاسبة روسيا لقتلها المدنيين في سوريا”، معتبرا أن “مزاعمها – حول استعداد تركيا عسكريا لاقتحام الأراضي السورية- إدعاءات مضحكة، وأكاذيب ودعاية لا أساس لها من الصحة”.

ومنذ أيام تقوم وحدات من الجيش التركي مزودة بكاسحات ألغام بعمليات تمشيط واسعة لمناطق حدودية مع سوريا يسيطر عليها تنظيم “داعش” من أجل إزالة ألغام زرعها التنظيم، حيث سجلت عدة عمليات تبادل لإطلاق النار بين قوات الجيش ومسلحي التنظيم.

ومنعت تركيا، الخميس، طائرة استطلاع روسية من القيام بطلعات مراقبة فوق الأجواء التركية بموجب اتفاقية “السماء المفتوحة” الموقعة بين البلدين، الأمر الذي أغضب موسكو وبررته الحكومة التركية بعدم الاتفاق على مسار الطلعات الروسية.

شبكة التلفزة الأمريكية”CNN” كشفت، السبت، نقلا عن مصادر سعودية مطلعة، عن خطة تدريبية تشمل نحو 150 ألف جندي معظمهم سعوديون، بالإضافة إلى قوات مصرية وسودانية وأردنية داخل السعودية حاليا، تمهيدا للدخول إلى سوريا للقتال ضد تنظيم الدولة عبر الأراضي التركية.

وقالت الشبكة إن المغرب قامت بإرسال قوات إلى جانب تركيا والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر، بالإضافة إلى تعيين السعودية وتركيا قيادة للقوات المشتركة التي ستدخل سوريا من الشمال عبر تركيا، حيث تشمل قائمة الدول الآسيوية المشاركة ماليزيا وإندونيسيا وبروناي، التي أسست قيادة مشتركة لم تعلن عنها حتى الآن، ومن المتوقع أن تكون ماليزيا الأولى في إرسال قواتها من هذا الثلاثي، إلى السعودية، بحسب الشبكة.

إيران من جانبها سارعت إلى إصدار تهديدات ضد إي تدخل سعودي محتمل، وقال القائد العام لقوات حرس الثورة الإيراني اللواء محمد علي جعفري، السبت، إن السعودية لن تجرؤ على إرسال قوات إلى سوريا لأن ذلك سيكون بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على نظام الرياض، على حد تعبيره، محذراً من “إرسال السعودية قوات لسوريا سيؤدي إلى نشوب حرب إقليمية كبيرة في الشرق الأوسط”.

من جهته، حذر ما يسمى بسكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام الإسلامي في إيران اللواء محسن رضائي، المملكة السعودية من مغبة إرسال جنودها إلى سوريا للقتال ضد الجيش السوري ونصحها بأن ذلك سيؤدي إلى نشوب حرب إقليمية كبيرة في الشرق الأوسط في حالة وقوع اشتباك بين روسيا وتركيا والسعودية وسوريا ودخول أمريكا إلى المنطقة.

وبالتزامن مع محادثات جنيف التي أعلن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا فشل جولتها الحالية وتأجيلها إلى يوم 25 شباط/ فبراير، كثف جيش الأسد بغطاء جوي غير مسبوق من سلاح الجو الروسي من هجومه على ريف حلب الشمالي المتاخم للحدود التركية وتسيطر عليه فصائل من الجيش الحر مقربة من تركيا، وتمكن من قطع الطـريـق الواصـل بين مدينـة حلـب والحدود التركية وتـدفـق عشـرات الآلاف مـن اللاجئـين إلى تركيـا.

وعلى الدوام شددت كلا من السعودية وتركيا على أن الغارات الجوية وحدها لن تتمكن من هزيمة التنظيم، ودعت التحالف الدولي للقيام بعملية برية، بينما أكدت تركيا مراراً على أن النظام السوري هو راعي الإرهاب في سوريا واشترط أن تشمل عمليات التحالف الدولي النظام السوري وداعش في آن واحد، قبل أن تنظم له تحت الضغط الدولي.

وارتفع مستوى التعاون السياسي والعسكري بين السعودية وتركيا في الفترة الأخيرة لاسيما عقب وصول الملك سلمان بن عبد العزيز لسدة الحكم في المملكة، حيث وقع الجانبين اتفاقية للتعاون الإستراتيجي في كافة المجالات بين المجالات الدفاعية والعسكرية.

ويرى مراقبون أن المعادلة في سوريا باتت معقدة جداً عقب تصاعد الأزمة بين أنقرة وموسكو بعد إسقاط طائرات حربية تركية مقاتلة روسية قرب الحدود مع سوريا عقب اختراقها المجال الجوي لتركيا، معتبرين أن أي عملية تركيا في سوريا تعني الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا وهو ما لا تريده أنقرة.

وتقول صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، في تقرير لها تناول “تداعيات إرسال المملكة العربية السعودية قوات برية للانخراط في الحرب الأهلية في سوريا”، إنه يتوجب التحذير من أن القوات التي سترسلها السعودية إلى سوريا قد تجد أنها في مواجهة مع قوات إيرانية أو قوات شيعية أخرى موالية لنظام بشار الأسد، مثل مقاتلي حزب الله اللبناني، واعتبرت أن تداعيات إرسال هذه القوات “لن تقتصر على الحرب في سوريا، بل ستمتد للمنطقة بأسرها”.

وتضيف الصحيفة: “هذا يأتي في الوقت الذي تتدهور فيه العلاقات بين روسيا وتركيا أكثر فأكثر، إذ إنهما تقفان على طرفي النقيض في الأزمة السورية، ووصل الأمر إلى تبادل الاتهامات بين حكومتي البلدين بخصوص الموقف في حلب، حيث اتهم الأتراك الروس بفرض حصار على حلب لتجويع وقتل المدنيين، بينما اتهم الروس أنقرة بالإعداد لغزو سوريا”.
ديلي صباح 

Print Friendly

اضف رد