الأربعاء ، 27 أبريل 2016 ، الساعة 2:26 بتوقيت مكة المكرمة
الرئيسية / مقالات / واقع الحركات الإسلامية

واقع الحركات الإسلامية

20091151038106077344
أويس العبدالله – رأي من الداخل 

لا تزال التنظيمات الإسلامية وبعد مرور ما يقارب السبعين عاما على أول تجربة لتنظيم إسلامي تعاني من نفس السلبيات وتكرر نفس الأخطاء التي أدت إلى فشلها وكشفها على أجهزة الأمن والاستخبارات المحلية والدولية التي ما فتئت تلاحق قياداتها وعناصرها وكل من يقدم لهم الدعم والمساعدة والمشورة، وفشلت كل الترتيبات لمنع الاختراقات في صفوفها وانكشاف ناشطيها بدأ من التنظيمات الهرمية مرورا بتجربة الخلايا ومؤخرا تجربة الجبهات المفتوحة عندما سيطر الإسلاميون على مساحات جغرافية واسعة في العديد من الدول الإسلامية.

وكان على الإسلاميين في ظل هذا الفشل شبه الكامل أن يجلسوا مع أنفسهم ويتجاوزوا خلافاتهم المنهجية والفكرية ويجروا حوارات صادقة وهادفة بغية الخروج بتوصيات تخرجهم من عنق الزجاجة التي وضعوا أنفسهم فيه ويضعوا لهم ولأمتهم خارطة عمل ترتكز على ثوابت الشريعة وضرورة المرحلة ومتطلبات الحداثة التي فرضت نفسها في عصر العولمة ويقدموا أنفسهم لأمتهم على أنهم أبناء اليوم لا أنهم عارية من زمن مضت مقوماته ولم تعد صالحة لتطبيقها على عصرنا الحاضر.

والمتتبع لتاريخ الحركات والتنظيمات الإسلامية وتفاصيل نشأتها ونشاطاتها يجدها تقوم على فكرة إسلامية يطرحها شخص غير عادي يلاقي قبولا بين الناس وأتباعا يلتفون حول منهجه فيكبر المشروع خلال زمن قياسي ليصبح ظاهرة شعبويه لا تحمل في باطنها العمق الذي يؤهلها للاستمرار بنفس زخمها الأول؛ والسبب يعود إلى أن الأساسات والقواعد التي قام عليها هذا البناء الشامخ ضعيفة متهالكة لا تقوى على حمل هذه الأوزان الهائلة فيبدأ البناء بالتصدع ثم ما يلبث أن ينهار عند أول هزة، وما يلبث المنتفعون المتسلقون أن يناوأ بأنفسهم بعيدا في ساعة الشدة والمحنة.

إن الضعف التنظيمي والتربوي لأفراد التنظيم وضعف حملات التحريض والإعلام تجعل هناك فجوة بين التنظيم وحاضنته من جهة وبين قيادات التنظيم وقواعده من جهة أخرى فيقع في حالة عجز داخلية وحالة غربة خارجية عن محيطه ومناصريه تؤدي في غياب الرؤية الإسلامية الواضحة والنظرة الاستراتيجية الشاملة إلى انهيار التنظيم أو ضعفه وعجزه ومن ثَمَّ اختراقه من قبل قوى الشر والظلام وتسخيره في خدمة مشاريعها ليكون خنجرا جديدا في خاصرة الأمة الإسلامية المكلومة.

  لذا وبعد معرفة الواقع والعراقيل والمعوقات، والاطلاع على الثغرات التي يدخل منها المتربصون وحتى تستمر أي حركة إسلامية لا بد لها من تحديث وسائلها باستمرار والبحث عن طرق بديله ترمم الخلل وتحسن مستوى الأداء وتضمن الاستمرارية بكفاءة عالية.

Print Friendly

اضف رد