أطلق رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو خلال لقاء تلفزيوني على قناة الجزيرة، والذي تناول فيه التطورات المحلية والإقليمية الأخيرة، صرخة عتاب إلى الدول العربية، معربا عن إيمانه بالنصر الذي سيحققه الشعب السوري المحب لوطنه.
وتساءل داود أوغلو في حديثه عن الأسباب التي جعلت جامعة الدول العربية تندد بالتدخل العسكري لتركيا في الموصل، قائلا: “أي دولة عربية قدمت أكثر مما قدمته تركيا؟ لماذا نددت جامعة الدول العربية بالتدخل العسكري الذي قامت به تركيا في الموصل، من أجل تحريرها، وطالبت تركيا بالانسحاب منها؟ في حال قمنا بالتدخل العسكري في سوريا، فمن سيقدم لنا الضمانات بأن الدول العربية ستقف إلى جانبنا، وأنها ستدعمنا، وتدافع عنا؟
وأشار إلى أن بلاده لن تطلب دعما من أحد فيما يخص مساندة تركيا للسوريين، إذ قال: “إن تركيا ستستمر في دعم الأخوة السوريين الشجعان، من دون التفريق في عرقهم أو انتمائهم الديني، إن تركيا ستدعم القوى المدنية كلها، التي تلقى دعما من السوريين الذين أطلقوا صرخة ضد ظلم ضد الأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي، وتنظيم داعش، بالإضافة إلى روسيا وإيران اللتين قامتا باحتلال سوريا، أؤمن أنه في نهاية المطاف سينتصر السوريون المحبون لوطنهم وأرضهم”.
وفي معرض ردّه عن سؤال حول وقف إطلاق النار في سوريا قال: “بالتأكيد نرغب بوقف إطلاق النار في سوريا، وإحلال السلام فيها، ولا توجد دولة أخرى تقوم بالمساعي التي تقدمها تركيا في هذا المجال، ولكن إن تسألني كم أنا متفائل من هذه الاتفاقية بشأن وقف إطلاق النار، أقول لك، لست متفائلا كثيرا، لأنه إلى الآن مثل هذه المفاوضات الدبلوماسية لم تعمل سوى على تمكين روسيا وإيران، والعناصر التي تقاتل باسمها في الميدان من قتل المزيد من البشر”.
وفيما يخص موجة اللجوء الأخيرة، أوضح داود أوغلو أن بلاده لن تساهم في عمليات التطهير العرقي، التي تحدث في حلب، قائلا: “إن تركيا تقدم المساعدات اللازمة للاجئين الذين تدفقوا إلى حدودها، ولكن لن نساهم في التطهير العرقي الذي يتم تطبيقه في حلب والمناطق المجاورة لها، يريدون إبعاد الجماعات كلها التي تعارض النظام، من المنطقة، لا يهمهم في هذا الإطار أن يكون عربيا أو غير ذلك، فهم ينظرون إليه على أنه يعارض النظام، وهذا كافي لكي يعملوا على إبعاده عن المنطقة”.
وأضاف داود أوغلو أن تصوير النظام وكأنه يحقق انتصارات أمر خاطئ، ولا صحة له على أرض الواقع، إذ قال: “إن كان هناك تصوَر وكأن النظام وداعميه يحققون انتصارات، فهذا ليس صحيحا، على الرغم من الدعم الروسي للنظام، لم يتمكن النظام من السيطرة على حلب وإدلب”.
وأكد داود أوغلو أن لتركيا الدور الكبير في استمرارية المعارضة المعتدلة الحالية، وفي هذا السياق قال: “لو لم يكن الدعم التركي، كيف دافع الشعب السوري عن نفسه؟ هل كان بإمكانهم أن يدافعوا عن حلب؟ إن لتركيا الدور الكبير في استمرارية المعارضة المعتدلة، إن لم يكن النظام مسيطرا على كافة الأراضي السورية، فللدعم التركي ودعم بعض الدول الأخرى دور في ذلك، لطالما أن الشعب السوري مازال حاضرا في تل رفعت وأعزاز، على الرغم من 500 طلعة جوية قامت بها روسيا في الأسبوع المنصرم، فهذا أيضا بفضل دعمنا، سنستمر في دعمنا للشعب السوري، بمعنى آخر نحن لا ندعم الشعب السوري بالادانات والخطابات فقط، نحن نقدم لهم دعما حقيقيا”.
ترك برس