النقيب رشيد حوراني – سوريا مباشر:
تزامنت تفجيرات السيدة زينب مع تفجيرين جديدين في حي الزهراء في حمص ، أسفرا عن مقتل 57 شخصاً، والعدد مرشح للزيادة، وقد بات من المألوف أن يخرج بعد كل تفجير يستهدف حمص العشرات من الموالين لبشار الأسد وشبيحته للمطالبة بإسقاط محافظ حمص، في حين يعد ضبط الوضع الأمني ليس مسؤولية المحافظ ولا من مهامه، كما تعج من ناحية أخرى مواقع التواصل الاجتماعي الموالية للنظام بانتقاد ما يسمونه القيادة الحكيمة وتقصيرها في إجراءات الأمن المتبعة تارة لمن ضحوا من أجلهم ، وانتقاد الفساد المتفشي تارة أخرى، ما يعني عجز المتظاهرين الموالين للنظام عن انتقاد رأس النظام أو الأفرع الأمنية، ولا حتى الحواجز واللجان الشعبية فيصبون جام غضبهم على المحافظ في كل مرة.
إلا أن اللافت في التفجيرات الأخيرة التي شهدتها الأحياء الموالية في حمص أن مواقع التواصل الاجتماعي عكست رأياً عامّاً للموالين للأسد من نوع جديد! لم يكن الموالون أنفسهم يجرؤون عليه أو النطق به، ويصفون الإجراءات الأمنية المتبعة حول أحيائهم بالشديدة مما يحول دون دخول تلك المفخخات، بل ذهب البعض منهم إلى أبعد من ذلك وصرح بأن من استطاع منع دخول رغيف الخبر إلى مضايا ، يستطيع وبسهولة منع دخول المتفجرات إلى شوارعنا، وهذا لم يعتد النظام على سماعه من قبل ، موجهين في كل ذلك أصابع الاتهام إلى النظام وميليشياته الطائفية، فمثلاً ذكرت صفحة دمشق الآن، المعروفة بتأييديها الشديد للأسد، في منشور لها، أن مسلسل التفجيرات في الأحياء الموالية يبدأ عند كل مؤتمر وهدنة تلوح في الأفق لوقف القتال في سوريا.
وفي اتهام صريح لحكومة النظام قال صاحب المنشور “أنا أقف على الحواجز كل يوم وأعلم جيداً أنه من المستحيل أن يقوم الإرهابيون بإدخال سيارات مفخخة إلى أشد المناطق تحصينا وهذا عمل مخابراتي بحت فلماذا”. ؟
ونشرت صفحة “شبكة أخبار حمص الأسد المؤيدة” منشوراً قال : “لما الشارع الحمصي بيخرج بيطالب بإسقاط المحافظ، مو مشان الوضع الأمني بدن يسقطوه، بدن يسقطوه لأن من وقت استلم والخدمات بحمص سيئة (…) لمن نطالب بإسقاط المحافظ نحنا عمنحفظ كرامتنا لأن شبعنا ذل”.
وأضاف المنشور: “بخصوص التفجيرات باعتقد صارت واضحة، حسب ظني في خلايا نائمة ضمن الأحياء وهنن عميفخخوا ويفجروا بالتعاون مع بعض المعنيين.
تعكس هذه المنشورات وغيرها ممن يشاركها الرأي وفق أدبيات علم النفس الإعلامي حالة الاحتقان السائدة بين المؤيدين، والملل من وضعٍ ساقهم النظام إليه بمعزل عن بقية فئات الشعب السوري رغم معرفتهم للحقيقة بأن النظام هو من دبّر ونفّذ ، ثم يتهم الغالبية العظمى من السوريين الثائرين بأنهم إرهابيون يفجرون حاضنته الشعبية ويريدون بها سوءاً لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يلجأ النظام الفاجر إلى التفجيرات في مناطق حاضنته ومؤيديه ؟؟
لأنه مع تدهور الوضع العسكري لنظام بشار الأسد وتراجع ميليشياته في معظم الجبهات وتقدم الثوار، وعجز إيران وميليشياتها في تعديل الكفة ، اضطر كل من نظام الأسد وإيران الاستنجاد بالحليف القوي روسيا من أجل إنقاذهم من مأزقهم، فكان التدخل الروسي بداية تشرين الأول/اكتوبر عام 2015.
بدأ العدوان الروسي على سوريا بقصف جوي كثيف يوم 30-9-2015 على معظم مناطق الثوار «المعارضة المعتدلة». في ظل صمت مطبق من المجتمع الدولي الذي اكتفى بإصدار بيانات تدعو وتناشد.
مرت أكثر من أربعة أشهر لم تستطع الطائرات الروسية الغازية من تحقيق نصر استراتيجي يرجح كفة نظام الأسد في الميدان، باستثناء ما حققوه مؤخرا من خرق محدود في جبهات حلب واللاذقية ودرعا.
أمام هذا الاستنزاف وعدم القدرة على الحسم رغم دعم حلفائه ولأن الرياح تجري بغير ما تشتهي الطائرات الروسية أراد نظام الأسد أن يرسل رسالة إلى المجتمع الدولي قبل جنيف أننا كطائفة بتنا في خطر مما نعانيه من إرهاب مصطنع، برهنت عليه وأكدته حاضنته الشعبية والموالون له بتوجيه أصابع الاتهام له ولأفرعه الأمنية وميليشيات حلفائه ، وما يثبث صحة ذلك سرعة النظام في تقديمه طلباً لمجلس الأمن لمحاسبة من أسماهم داعمي الإرهاب قبل تفقده مواطنيه أو تقديم العزاء بمن لقي حتفه في النار التي أضرمها بين جدران بيوتهم .