علاء الدين اسماعيل
سياسة الحزم التي أنتهجتها المملكة العربية السعودية منذ أكثر من سنة مضت على هذا المنهج.
_أعتقد شخصياً :
أن الداخل السعودي ومنذ سنوات طويلة أصبحت تتصاعد فيه مطالبات بإعادة النظر في السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية.
وهذا يشمل المساعدات والأستراتيجيات على حدٍ سواء.
هذا التيار يطالب بربط المساعدات الإقتصادية والدعم السياسي والدبلوماسي للدول الشقيقة والصديقة للمملكة العربية السعودية بالمصالح الوطنية العليا.
أي على مبدأ ( خذ و هات).
هذه الأفكار سابقاً :
كان مكانها صفحات الجرائد ومجالس النخب . لكنها اليوم واقع وحقيقة بسبب الإشتباك السعودي الإيراني في المنطقة.
ومع إحساس السعودية بالخطر الإيراني المحدق عليها وعلى المنطقة جمعاء.
أصبحت أكثر حضوراً على الأرض والواقع.
وخصوصاً بعد (عاصفة الحزم) إتجاه الحوثيين والمخلوع صالح.
فكان من نتائج (عاصفة الحزم) معرفة المملكة العربية السعودية وتمييزها مواقف بعض الدول اتجاهها.
-الموقف الإماراتي:
الذي كان نائماً وغائباً عما يجري في المنطقة ولكنه أستيقظ في اللحظات الحرجة وإدراكه للخطر الإيراني الذي يهدد أمن المنطقة كلها.
-الموقف العماني:
الذي كان غامضاً جداً ولكنه في الحقيقة يلعب على حبلين كما هو حال الموقف المصري.
-الموقف المصري :
الذي أعتمد سياسة (الرز) مقابل شراء ولائه السياسي وما الإبتزاز الذي أتبعه السيسي ما هو إلا عبارة عن سياسة منتهجة فاشلة ستؤدي بنهاية المطاف إلى الإطاحة بمستقبله في موقع الرئاسة المصرية.
-الموقف اللبناني:
المعروف للجميع علانيةً (جهاراً نهاراً) بوقوفه إلى جانب السياسات الإيرانية المفتتة للمنطقة.
هنا أصبحت الرياض في حالة غضب وهذا يجعلها تنظر للأمر من منطق “من ليس معنا فهو ضدنا” وهنا يسهل أستدعاء مساعدتها لكثير من الدول لتكون أداة لتحشيد المواقف وتأكيد الإستقطاب.
من هنا بدأت المملكة العربية السعودية بلبنان وقررت منع تقديم أربعة مليارات دولار كانت قد وعدت الرياض تقديمها للجيش اللبناني وأجهزته الأمنية.
-البعض يراها “قرصة أذن” أو فلنقل إستراتيجية “لعل وعسى” لكني أراها غضباً حقيقياً في الرياض يرافقه عزم وحزم أكيد على بناء تحالف قوي.
-المملكة العربية السعودية بعثت ومن خلال لبنان برسالة واضحة وصريحة للجميع أنها غاضبة وأنها تريد من الجميع “رد الجميل” وأن صبرها قد نفذ وأنها مقبلة على تغيير في إستراتيجيات دعمها للبعض
-وهنا شخصياً :
أعتقد أن الرسالة الأولى هي للسيسي وحسب معلومات من الديوان الملكي السعودي بأنها وجهت عدة رسائل للسيسي بأنها فرصته الأخيرة لتحديد موقفه من ملفات المنطقة ومن أيران.
صحيح أن السيسي تراجع وأسترجع سفيره لدى الحوثيين وأعلن إنضمامه إلى (عاصفة الحزم) آملاً في إستمرار “ضخ الأرز” إلا أنه بدا واضحاً للرعاة أن “الجنرال” الذي نصبوه وحموه ودعموه مالياً ودبلوماسياً .
يلعب على الحبلين.
فيضع قدماً في محور طهران ، والأخرى في محور الرياض.
لكن هذا الوضع وهذه المرة يبدو مختلفاً وكأنهم قرروا أن الجنرال المحتال بدد كل الفرص وكل مراحل الرسوب.
إبتداءً بمعارضته للسعودية التدخل البري في سوريا.
وثانياً بعد إستقباله لوفد من حزب الله اللبناني منذ أيام.
السعودية عازمة وحازمة على أستخدام كل إمكاناتها وأسلحتها للجم الإندفاع الإيراني نحو المنطقة.
فهذه مسألة حياة أو موت بالنسبة للسعودية
ولا مجال للتريث