ريم عبدالكافي – سوريا مباشر
مزيدا من أطفالنا يتركون مقاعد الدراسة إلى ساحات العمل بعد أن تحولت قطاعات واسعة من الطبقة الوسطى وهي غالبية السوريين إلى طبقة فقيرة ، فقد كشف تقرير لليونسيف وهيئة إنقاذ الطفولة : أن المزيد من الأطفال يضطرون لهجر الدراسة والتوجه إلى العمل مما يعرضهم للمخاطر.
وبحسب التقرير، فإن أطفال سوريين من عمر 6 سنوات يدخلون ميدان العمل في الأردن ولبنان ، وأن نصف العائلات التي شملها التقرير يعتبر الطفل هو المعيل الوحيد لها .
المخاطر التي يتعرض لها الأطفال العاملين :
1ـ الأستغلال الجسدي :حيث يضطر الكثير من الأطفال للعمل في ظروف صحية سيئة ، وممارسة مهن تعد خطرا على أجسادهم الضعيفة ، وقد تسبب لهم أذية أو تودي بحياتهم ،أو ينتهون بإعاقة دائمة كالعمل في ورش تصليح السيارات وأعمال البناء ومقالع تكسير الحجارة .
2ـ الأستغلال المادي : يفضل أرباب العمل عمالة الأطفال لأنخفاض أجورهم ، ومطالبتهم بساعات عمل طويلة بأجور زهيدة .
3ـ الأذى النفسي : إذ يتعرض الأطفال للأهانة النفسية بالكلمات البذيئة والسخرية من قبل أرباب العمل لكونها في الغالب بيئات غير متعلمة .
4ـ الأستغلال الجنسي : وهو أخطر أنواع الأستغلال وأشده تأثيرا على نفسية الطفل وحياته المستقبلية .
حسام طفل من حمص عمره 10 سنوات اضطر للعمل ليساعد والده في مصروف المنزل بسبب الغلاء الفاحش في الأسعار. أما الذين فقدوا آبائهم فمع غياب جمعيات تعنى بالأطفال واقتصار كفالة اليتيم على الأطفال حتى عمر 10 سنوات يضطر الكثير من أطفالنا لترك الدراسة والعمل مما يجعلنا نفقد شريحة واسعة من أطفالنا كان يتوقع نجاحهم العلمي وهذا أمر مؤسف وخطر في ذات الوقت.
وكانت فاليري آموس وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية : قد حذرت من ضياع جيل كامل في سورية ،مشيرة إلى أن الأقتصاد السوري تراجع بنسبة 40% منذ 2011، وقالت أن ثلاثة أرباع السكان باتوا يعيشون تحت خط الفقر، وانخفض عدد الطلاب الذين يرتادون المدارس بنسبة 50%،وتراجعت الفرص أمام الشباب في الحياة وفي مستقبل مزهر .
الحل : من الواجب على الدولة والأفراد وجمعيات المجتمع المدني البدء بالتوعية المجتمعية والتنمية البشرية لإدراك أن عمالة الأطفال أسوأ من الفقر فالفقر قد ينتج أنسانا متعلما قادرا على تغير حياته وحياة أسرته ، وجعل العلم في مكانة مرموقة وفتح باب المنافسة أمام الأطفال وترغيبهم به ، وتوعية الأهل بعواقب عمل أطفالهم وعرض نماذج أمامهم ،الطفولة ضعيفة بين أيدينا فإن لم نكن رحماء فيما بيننا فعلى الأقل لنرحم ضعفهم الجسدي والنفسي ولنحيدهم عن أحقادنا وحروبنا ولنعلم أن ضياع جيل كامل سيكون وبالا على الجيل الذي قبله وبعده .