لم نسمع خلال الأشهر الماضية أن الناس متذمرة من ارتفاع سعر البصل الذي تجاوز الـ 400 ليرة للكيلو، ولم تكتب وسائل إعلام النظام أو تعلق على هذا الأمر وتتساءل كما جرت العادة: كيف لهذا “المواطن” المسكين أن يأكل بعد اليوم..؟، على الرغم من أن كل ذلك لم يحدث، إلا وزارة الاقتصاد التابعة للنظام أعلنت بنفسها عن انخفاض سعر البصل في الأسواق، في خبر يبدو من صيغته كما لو أن الوزارة فتحت الأندلس به..!!
هذه الهفوة من وزارة، تخلصت منذ أيام من معاون وزيرها حيان سلمان، ويقودها وزير تخرج من إحدى الجامعات البريطانية، يأتي في وقت بدأت وزارة الاقتصاد تستعيد مكانتها بحسب وسائل إعلام النظام، وبعد أن حصلت على جميع حقوقها التي سلبت منها في سنوات ما قبل الثورة..!!، فما مبرر هذا الهبوط.. ولماذا كلما تم وضع وزارة الاقتصاد في “الصدر” تزحف إلى “العتبة” ..؟
يجنح بعض المحللين إلى اعتبار الفترة من العام 2005 وحتى العام 2010، بأنها شكلت شخصية جديدة للوزارة لم تعد قادرة على التخلص منها.. وكأنك تحول شخصاً محترماً إلى متسول، ثم تطلب منه أن يعود إلى محترم ويتوقف عن التسول..؟!، وهذا ما حدث مع وزارة الاقتصاد إبان حكومة ناجي عطري، وبالتآمر مع رامي مخلوف ومحمد الحسين وماهر الأسد، حيث جرى تجريدها من المصارف الحكومية، وسحب هيئة التعاون والتخطيط الدولي من تحت إشرافها، وتحولت الوزارة إلى خادم لمصالح الفئة السابقة.. ثم عندما قامت الثورة، حاول النظام أن يعيد ما تم سلبه من وزارة الاقتصاد، في مرحلة لم يعد نافعاً معها الإصلاح على مضض.. لذلك خلال كل الانهيارات التي تعرضت لها الليرة السورية، لم نسمع تصريحاً واحداً لوزارة الاقتصاد عن هذا الأمر، وهي التي يفترص أن تكون أحد المسؤولين عن واقع النقد في البلد.. وفيما يتعلق بعمليات الاستيراد وإجازاتها، تم كذلك إيكال الموضوع للمصرف المركزي في خطوة اعتبرها كثيرون بأن النظام على ما يبدو مقتنع بأن المتسول ليس بوسعه أن يصبح محترماً..!!
لذلك ما هو وجه الاستغراب أن تعلن وزارة الاقتصاد عن انخفاض سعر البصل في الأسواق..؟!
بالنسبة لي كمراقب، أعتبر أن الحالة طبيعية.. وإن كنت أرغب بمعرفة أي نوع من البصل الذي انخفض سعره.. اليابس أم الأخضر أم “القنار” الخاص بالزراعة..؟، أم جميعها انخفض سعرها..؟!
اقتصاد مال وأعمال السوريين