بدأت أجهزة الاستخبارات البريطانية والأميركية والألمانية البحث عن خيوط محتملة في آلاف الوثائق المسرّبة عن متطوعين في داعش، بينما كشف تقرير آخر عن دور رجل الدين المتشدد عمر بكري محمد في تجنيد مقاتلين من بريطانيا.
نصر المجالي: ألقت صحف بريطانية كبيرة في تقاريرها اليوم الجمعة الضوء على آلاف الوثائق “الجهادية” المسرّبة، وقالت إن الأجهزة الأمنية تعكف على فحص بيانات مفصلة فيها أسماء وعناوين واتصالات نحو 22 ألف مجند في “داعش”، بينهم عشرات البريطانيين.
وكشف تقرير لصحيفة “ديلي تلغراف” أن “رجل الدين المبعد من بريطانيا عمر بكري محمد، يجنّد شبانًا في بريطانيا للقتال في صفوف ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
وتؤكد الصحيفة أن “جهاديين يحاولون الانضمام إلى التنظيم المتشدد، سمّوا بكري، الذي طرد من بريطانيا العام 2005، كفيلًا لهم، بحسب أكبر بيانات مسرّبة في التاريخ لمعلومات خاصة بإلإرهاب”.
تسمي الوثائق أيضًا “أفرادًا لم يكن معلومًا أنهم يقاتلون في سوريا، من بينهم رجل أوقف خلال أعمال شغب لندن، مدرس ومسيحي اعتنق الإسلام”. يذكر أن الشخص الذي سرق الملفات هو مقاتل سابق انشق عن (داعش) وانضم إلى الجيش السوري الحر، يسمّي نفسه أبا حامد، ويقول إن قيادة داعش خيّبت آماله.
عصابة سيئة
وقالت والدة فاصيل توالدي من شمال لندن، الذي غادر إلى سوريا من دون علمها، إنه “كان صبيًا مسيحيًا طيبًا سقط في شباك عصابة سيئة”. وتفيد الوثائق بأن أربعة مقاتلين من مدينة كارديف في ويلز سمّوا عمر بكري “كفيلًا” لهم”.
وأشارت (ديلي تلغراف) إلى أن أجهزة استخباراتية تدرس الملفات. ومن بين الأسماء التي تتضمنها الوثائق من بريطانيا اسم رياض خان (21 عامًا) من مواليد مدينة كارديف، والقرصان الالكتروني جنيد حسين (20 عامًا).
لكن الملفات تكشف هويات عدد من “الجهاديين” لم تكن معروفة من قبل، سواء من بريطانيا وشمال أوروبا أو من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والولايات المتحدة. وبحسب “سكاي نيوز”، فإن الملفات أُرسلت إليها على قرص ذاكرة سُرق من قائد جهاز الأمن الداخلي في داعش.
خيوط محتملة
من جهتها، قالت صحيفة (الغارديان) في تقرير لها إن وكالات الاستخبارات البريطانية والأميركية والألمانية تبحث عن خيوط محتملة في آلاف الوثائق التي يزعم أنها تذكر متطوعين في تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية.
أضافت بأن الأجهزة الاستخبارية أقرّت بأن الأحداث تجاوزت هذه الأسماء، والكثير منها لأناس قتلوا. وأشارت إلى أن هناك 14 بريطانيًا وردت أسماؤهم في الوثائق، حصلت الغارديان على نسخة منها من صحيفة ألمانية، سبق أن تم نشر أسمائهم علنًا، ومعظمهم قتل على ما يبدو.
افتخار جمام
إلى ذلك، خصصت صحيفة (التايمز) صفحتين داخليتين لموضوع الوثائق المسربة وتجنيد “الجهاديين”. وقالت إنه “تم الكشف عن هوية جهادي بريطاني عمل حارسًا لعمليات تجنيد المقاتلين من بريطانيا، واسمه إفتخار جمام من مدينة بورتسموث الساحلية، ويعد “راعيًا مهمًا” كفل الشبان لانضمامهم إلى ما يسمى بالخلافة”.
ويقول تقرير الصحيفة: “لطالما اشتبهت السلطات البريطانية بتجنيد جمام للـ”جهاديين” للقتال في سوريا. ومن الأسماء التي تم الكشف عنها أيضًا، والتي ظهرت في طلبات التجنيد، تبين أنه استخدم اسمًا حركيًا، هو أبو عبدالرحمن البريطاني، وفي الأوراق قدم “تزكية” لطالب بريطاني من أصل بنغالي. ويعتقد أن جمام ومجنده المعروف باسم أبي جبريل البريطاني (18 عامًا) قتلا”.
أسماء وعناوين
تتضمن هذه الملفات أسماء وعناوين وأرقام الاتصال بعائلات أشخاص يحملون جنسيات ما لا يقل عن 51 بلدًا، بينهم 14 مجندًا على الأقل من بريطانيا لم يكونوا معروفين من قبل.
كما تكشف الوثائق المسربة أن (داعش) أقام مركزًا للموارد البشرية يحدد شروط العضوية، بما في ذلك إخضاع المجندين إلى “مقابلات دخول” لقبولهم في التنظيم، واستمارة أُدرجت فيها 23 سؤالًا، المطلوب من المجنّد أن يجيب عنها كلها. ومن البيانات التي تتضمنها الوثائق المسرّبة أسماء المجندين وتواريخ ميلادهم وجنسياتهم ومدنهم وحتى فصيلة دمهم.
70 % عرب
كذلك تكشف الوثائق المسربة، البالغ عددها 1736 وثيقة، أن 70 في المئة من المجندين عرب، في حين أن غالبية المجندين الأوروبيين هم من فرنسا ثم ألمانيا وبريطانيا.
من المجندين المدرجة تفاصيلهم في الوثائق التي حصلت عليها قناة “سكاي نيوز”، أشخاص معروفون، مثل عبدالماجد عبد الباري، وهو بريطاني في السادسة والعشرين من لندن، انضم إلى داعش في عام 2013، بعد زيارات إلى ليبيا وتركيا، وكانت مصادر ذكرت أنه هرب من التنظيم. وتمكن من الهرب في أثناء فوضى تقهقر داعش من مدينة تل أبيض، الواقعة بالقرب من الحدود التركية.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن عبد الباري مطارد حاليًا من أجهزة الأمن البريطانية، وعناصر “داعش”، الذين يقتلون الأجانب الفارين من صفوفهم.
إيلاف