الأربعاء ، 3 فبراير 2016 ، الساعة 7:44 بتوقيت مكة المكرمة
الرئيسية / أخبار دولية / سايكس بيكو انتهت، سوريا والعراق تقسمتا، الدولة الكردية اقتربت

سايكس بيكو انتهت، سوريا والعراق تقسمتا، الدولة الكردية اقتربت

_71381_ku3
قال مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق إن معاهدة سايكس- بيكو التي رسمت الحدود الحديثة للشرق الأوسط سقطت، ودعا إلى توصل قادة المجتمع الدولي إلى اتفاق جديد يمهد الطريق لقيام دولة كردية باتت أكثر من أي وقت مضى قريبة من التحول إلى واقع.

ويعتقد البارزاني، السياسي الكردي الذي لطالما شارك في قيادة اقتتال دام ضد نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إن الواقع أثبت عدم قدرة استمرار سوريا والعراق، الدولتين اللتين تشهدان صراعات محتدمة وتمدد جماعات متشددة، على البقاء موحدتين.

ووقعت اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا بيكو والبريطاني مارك سايكس، ووضعت تفاهما بين الجانبين بمصادقة من الامبراطورية الروسية على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية التي كانت تسيطر على هذه المنطقة في الحرب العالمية الأولى.

ومنذ احتدام الصراعات في المشرق العربي بعد اندلاع احتجاجات عام 2011، بات قادة إقليميون على قناعة بأن المنطقة مقبلة على ترتيبات دولية جديدة.

ويقول البارزاني “أعتقد أن القادة في الغرب وصلوا إلى قناعة بأن عصر سايكس-بيكو قد انتهى”.

وأكد في حوار أجراه مع صحيفة الغارديان البريطانية “سواء قالوا ذلك أو لم يقولوه، قبلوه أو لم يقبلوه، فإن هذا هو الواقع على الأرض، لكن الدبلوماسيين دائما محافظون في تصريحاتهم التي غالبا ما تأتي متأخرة، وأحيانا لا يستطيعون مجاراة الأحداث”.

وتغيرت خارطة إقليم كردستان بشكل كبير منذ تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مدينة الموصل شمالي العراق منتصف عام 2014. وفرضت قوات البيشمركة التابعة لإدارة الإقليم هيمنتها على مدينة سنجار، كما ضمت محافظة كركوك الغنية بالنفط التي كانت تقع تحت سيطرة الحكومة في بغداد.

ومع اقتراب الذكرى المئوية الأولى لمعاهدة سايكس-بيكو، يعتقد البارزاني أن محاولة الحفاظ على الوضع الحالي قائما ستقود إلى المزيد من التفكك والدمار.

وواجه قيام دولة كردية ممانعة كبيرة من قبل قوى إقليمية مختلفة تسعى إلى عرقلة استقلالها.

لكن البارزاني يعتقد أن هذه القوى بدأت تميل لتقبل قيام دولة كردية داخل الحدود الحالية للإقليم وتحت نفس القيادة. وقال “الاستقلال أصبح الآن أقرب من أي وقت”.

وتبرر حكومة إقليم كردستان استيلاءها على محافظة كركوك بأنها أنقذت المحافظة من طموح داعش للاستيلاء عليها. وتقول الحكومة المركزية في بغداد إن دوافع أربيل للسيطرة على كركوك هي تعويض نقص المخصصات المالية للإقليم، عبر زيادة تصدير النفط إلى تركيا.

وقال البارزاني إنه يتعين على القوى الإقليمية والعالمية التوصل إلى اتفاق جديد لحماية الأقليات في سوريا والعراق، حيث تحولت الانقسامات إلى صراع اجتماعي ديني طائفي.

وأضاف “يجب أن يكون هناك اتفاق جديد، ومن المهم أن نرى طبيعة هذا الاتفاق، والاعتماد عليه من أجل إضفاء طابع رسمي على الواقع، طبيعة هذا الواقع ليست واضحة بعد، لكن في النهاية لا يمكن الإصرار على تكرار تجارب خاطئة تقود إلى لا شيء”.

لكن مهمة البارزاني لإعلان دولة مستقلة لن تكون سهلة. فرغم التنافس بين إيران وسوريا وتركيا التي تعيش أقلية كردية على أراضي كل منها، تجمع هذه الدول على عرقلة أي محاولات لقيام دولة كردية على حدودها.

ودخلت تركيا على وجه الخصوص حربا ضارية مع حزب العمال الكردستاني استمرت لأربعة عقود. وتخشى أن يحد قيام دولة كردية على حدودها من تمديد نفوذها في المنطقة.

لكن البارزاني يقول إن “الكثير من القوى الإقليمية بدأت ترى في إقليم كردستان العراق عاملا مهما للاستقرار في المنطقة التي تعاني من الاضطرابات، بعدما كانت تحمل نظرة خاطئة عن الإقليم. تجربة الـ15 عاما الماضية أثبتت أننا لا نمثل تهديدا لأي أحد”.
العرب اللندنية 

Print Friendly

اضف رد