الإثنين ، 14 مارس 2016 ، الساعة 6:48 بتوقيت مكة المكرمة
الرئيسية / أخبار أخرى / حين تمطر سماءنا صواريخا ..

حين تمطر سماءنا صواريخا ..

صواريخ

ريم عبد الكافي : سوريا مباشر

صوت انفجار ضخم يهز الحي ، وكأن القيامة قد حلت ، هرعت إلى الشارع ، أصبت بالذهول فقد امتلأت الشوارع بركام البيوت ، الأشجار كأشباح سوداء شاهدة على مأساة حي يكتسحه السواد ، عيون الرجال تبكي قهرا ، عويل النساء يخترق القلوب ،توجعها ألما ، أمهات تبحث عن أطفالها تحت الركام وقد فقدت السيطرة على نفسها ، أطفال تصرخ على أمهاتها وقد فقدتها ، أخذت أحث الخطا ، بات صدري أشد ضيقا من أن يأخذ من الهواء نفسا ، أصوات الموت صاخبة تضج من كل مكان ، رائحة الدم تملأ الجو ، وتشبعه بحزن لاينطفي ، لم أعد أميز الأصوات والوجوه ، وحده الشرود بات أمامي ،كل شيء يبكي حولي الحجر والشجر ، الريح الباردة تلف المكان تزيده كآبة ويأسا ،المآقي وقد غرقت في الدموع ، القلوب التي تغلي ، تفجر براكين الحقد .أم خالد أمسكت بيدي متوسلة ” مشان الله ولادي كانو هون الله يخليك ” ، طفلة غطى الغبار معالمها تدور حول نفسها : ” بدي أمي .. بدي أخواتي .شعرت بالغربة عن وطني ، عن أرضه .. عن حقده .. بت لاأنتمي إليه فوطني الذي أعرفه هو وطن الحب والتسامح.

كان هول الفاجعة يزلزلني يشردني، حتى صحوت على صراخ طفل بعد أن فقد عائلته يقول عبارات لن أنساها: “بدي خبر الله عن كل شي ، ماعاد بدي عيش هون يارب خدني لعندك بدي أحكيلك كل شي”. تمنيت لو أملك معجزة تعيدنا إلى الوراء لدقائق فقط، حيث كان كل شيء هادئ، ولكنه ليس زمن المعجزات، إنه زمن الأحقاد لا مكان فيه للأبرياء، لقد خسرت وطني، ولا خسارة بعدها تستحق الحزن، فثمة حزن هو خاتمة الأحزان والأمل، فنحن المتهمون بالإرهاب ما عدنا نستحق الحياة! تذكرت ما قاله نزار قباني:

متهمون نحن بالإرهاب إذا رفضنا موتنا المهان

متهمون نحن بالإرهاب إذا رفضنا محونا على يد المغول واليهود والبرابرة

متهمون نحن بالإرهاب إذا رفضنا أن نفاوض الذئب

متهمون نحن بالإرهاب إن نحن دافعنا عن الأرض وعن كرامة التراب.

Print Friendly

اضف رد