أقرّ المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، اليوم الخميس، بمطالب المعارضة السورية قبل الذهاب إلى مفاوضات جنيف المتوقع إطلاقها يوم الاثنين المقبل، وخصوصاً المادتين 12 و13 من القرار 2254، إذ اعتبرها حقاً مشروعاً، تعبّر عن تطلعات الشعب السوري.
وشكر المتحدث الرسمي باسم “الهيئة العليا للمفاوضات” عن المعارضة السورية سالم المسلط، في بيان، المبعوث الدولي على رسالته الجوابية، وعلى تأكيده أن “الفقرة 12 و13، التي طالبنا بتنفيذها، هي حق مشروع تعبر عن تطلعات الشعب السوري وهي غير قابلة للتفاوض”.
وكان منسق هيئة التفاوض، رياض حجاب، قد أرسل خطاباً إلى المبعوث الدولي أمس طلب منه بعض التوضيحات، وخاصة في ما يتعلق بدور الأمم المتحدة في تنفيذ المادتين 12 و13 من قرار مجلس الأمن 2254.
وتنص هاتان المادتان على رفع الحصار عن المناطق والمدن والبلدات المحاصرة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع من هم في حاجة إليها، وإطلاق سراح المعتقلين وسجناء الرأي والسجناء وفقاً للقوانين الاستثنائية أو غير المنسجمة مع مبادئ احترام حقوق الإنسان، ولا سيما النساء والأطفال، ووقف أي هجمات موجهة ضد المدنيين والأهداف المدنية والاستخدام العشوائي للأسلحة بما في ذلك القصف المدفعي والقصف الجوي.
في سياق مواز، أوضح المسلط أن “الهيئة أرسلت رسالة للأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون تطالب أعضاء مجلس الأمن وخاصة الدول الخمس دائمة العضوية بالقيام بمسؤولياتهم والتزامهم في تطبيق القرار 2254، وننتظر الرد منه”.
وشددّ المتحدث باسم الهيئة على جدية المعارضة في المشاركة وبدء المفاوضات “لكن ما يعيق بدء المفاوضات هو من يمارس قصف المدنيين وتجويعهم”.
وكانت “الهيئة العليا للمفاوضات” قد بدأت اجتماعاتها في الساعة العاشرة صباح اليوم، لتحديد موقفها من الذهاب إلى جنيف، لكنها في نفس الوقت كانت تنتظر ردود كل من دي ميستورا وبان كي مون لتحديد قرارها، وسط توقعات بإرسال وفد تقني صغير لبدء المحادثات.
دي ميستورا يدعو شخصيات مقربة من النظام
في موازاة ذلك، وجه دي ميستورا، دعوات لعدد من الشخصيات السياسية المقربة من النظام في داخل سورية، للمشاركة بمباحثات جنيف.
وقالت مصادر معارضة مطلعة، إن “الدعوات وجهت لعدد من المقربين من النظام السوري والتي يصفها بالمعارضة الوطنية، ممثلين عن المجتمع المدني بصفة مراقبين، للمشاركة في مباحثات جنيف، وعرف منهم كل من ميس كريدي ومحمود مرعي”.
كذلك، غادر اليوم كل من بروين إبراهيم الأمين العام لـ “حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية”، ونواف طراد عبد العزيز الملحم أمين عام “حزب الشعب”، وإليان مسعد، أمين سر “هيئة العمل الوطني السوري”، وطارق الأحمد، عضو المكتب السياسي في “الحزب السوري الاجتماعي”، المقربين من النظام، للقاء دبلوماسيين في الخارجية الروسية، في محاولة منهم إقناع الروس الطلب من دي ميستورا دعوة القائمة التي قُدمت سابقا له في دمشق، وتضم 17 شخصية، بحسب مصادر معارضة من الداخل.
في سياق متصل، توقع معارض سوري، في حديث مع “العربي الجديد”، أن “يقوم دي ميستورا، بتوجيه الدعوات لقائمة العلمانيين الديمقراطيين المكونة من 30 اسما، للمشاركة في مباحثات جنيف كوفد واحد”، وبيّن أنه في الساعات الماضية كانت هناك طروحات بألا يشارك هذا الوفد في الجولة الأولى، والتي تمتد 10 أيام، وستبحث إجراءات بناء الثقة، لكن على ما يبدو هناك إرادة بإشراك الوفد في المباحثات من بدايتها”.
ولفت إلى أن “تأجيل المباحثات إلى يوم الاثنين يأتي بهدف إنجاز التحضيرات اللوجستية واستكمال توزيع الدعوات للمشاركة بجنيف إما كمفاوضين أو مراقبين”.
العربي الجديد