رأى تقرير أعده كتّاب في صحيفة “فايننشال تايمز”، أنه في “غياب وجود منطقة آمنة، فإن السيناريو الأكثر احتمالا هو أن تقوم تركيا ودول الخليج بإمداد الثوار (السوريين) بالمزيد من الأسلحة النوعية، مشيرًا إلى أن ذلك الخيار يقلق بعض قيادات الثوار، الذين يقولون بأن موسكو ببساطة سترد بأسلحة أكثر فتكا”.
وقال التقرير الذي أعده كل من “ميهول سريفاستا” في إسطنبول، و”إريكا سولومون” في بيروت، و”سايمون كير” في دبي، و”جيف دراير” في واشنطن، إنه “بالرغم من اعتبار المسؤولين الغربيين لخطط نشر المملكة العربية السعودية قوات برية مع حلفائها الإقليميين بما في ذلك تركيا، أنها تفتقد الواقعية، إلا أنها تعكس أيضا مدى اليأس الذي أصاب داعمي المعارضة، بخصوص ما يبدو أنه نتائج سيئة في الحرب”.
ونقل التقرير (ترجمته صحيفة “عربي 21″)، عن مصدرين مطلعين على الخطط السعودية، بأن مسؤولين خليجيين كبارًا يجتمعون في الرياض مع مسؤولين أتراك، لمناقشة الخيارات لإدخال قوات برية تقود ائتلافا للمقاتلين داخل سوريا، ويشير إلى أن مدينة حلب، التي كانت المركز التجاري لسوريا، هي آخر مدينة مهمة يسيطر عليها الثوار، ويبقى ريفها في الشمال على الحدود التركية شريان الحياة.
ولفت التقرير إلى أنه “لدى تركيا، التي تعبت من دعم أمريكا لمليشيا وحدات الحماية الشعبية الكردية، أسبابها الخاصة للتدخل؛ فيهمها أن تعكس أي تقدم حققه الأكراد على حدودها، بحسب مسؤول تركي”، ويستدرك بأن مسؤولا كبيرا في مكتب رئيس الوزراء التركي أنكر أن تكون تركيا تهيئ لإرسال قوات برية، وقال: “هذه التقارير التي تتحدث عن أرقام كبيرة من الجنود كلها ليس لها أساس، نتحدث مع السعوديين ومع شركائنا كلهم حول كيفية دعم المعارضة المعتدلة، وكوننا شريكا في التحالف ضد تنظيم الدولة، فإن تركيا تقوم بالحوار والتعاون مع عدد كبير من البلدان”.
وأوضح التقرير أنه “إذا تم نشر القوات التركية والسعودية مثلا على الحدود الشمالية الغربية لسوريا عند معابر الحدود مع تركيا، فإن هذه القوات ستكون داخل مسرح العمليات الروسية، وستكون في منطقة تسيطر عليها وحدات الحماية الشعبية الكردية، التي هي حليف لأمريكا ضد تنظيم الدولة ومنتمية لحزب العمال الكردستاني”.
كما نقل التقرير عن المحلل “آرون ستين” من معهد “أتلانتك كاونسل” في واشنطن، قوله: “سيكون هذا كابوسا لأمريكا، فماذا سيحصل لو قتلت روسيا جنديا تركيا؟ سيكون ذلك مقتل جندي من الناتو”.
وأشار إلى أن تركيا لا تملك إلا ورقة واحدة للضغط على الدول الغربية، وهي عشرات آلاف اللاجئين السوريين الذين هربوا من الهجوم، وهم عالقون على الحدود مع تركيا، فقد تحاول أن تجد منطقة آمنة لهم داخل سوريا، أو أن تسمح لهم بالتوجه إلى أوروبا دون عائق”.
ترك برس