في تطور نوعي، حظي قطاع المعلمين السوريين المقيمين في تركيا، بتمثيل نقابي رسمي، معترف به من جانب السلطات التركية، بصورة قد تُتيح، في حال أُحسن استثمارها، الدفاع عن مصالح هذا القطاع من العمالة السورية، وتأمين فرص عمل آمنة لهم.
فقد وقّعت النقابة السورية العامة للمعلمين في تركيا، بروتوكولاً للتعاون مع نظيرتها التركية، ما يعني الاعتراف الرسمي من جانب السلطات التركية، بالنقابة السورية، كممثل نقابي لشريحة المعلمين السوريين.
التوقيع حصل قبل أيام، على هامش مؤتمر اللقاء العاشر الذي عقدته نقابة المعلمين الأتراك في مدينة أنطاليا، وحضره ممثلو نقابات المعلمين في 16 دولة عربية وآسيوية وإفريقية وأوروبية، منها السودان والجزائر والمغرب وماليزيا والهند. ومُثلت فيه سوريا، عبر النقابة السورية العامة للمعلمين.
(صورة من مؤتمر اللقاء العاشر لنقابة المعلمين الأتراك)
والنقابة المذكورة، تأسست بعيد الثورة السورية لتمثيل المعلمين السوريين، بعيداً عن النظام. وهي مؤسسة نقابية مستقلة عن الحكومة السورية المؤقتة.
ماذا يعني البروتوكول الموقّع بين النقابة السورية ونظيرتها التركية؟
على هذا يجيب، مازن رشيد، عضو الهيئة التأسيسية والاستشارية للنقابة السورية العامة للمعلمين، في حديث خاص بـ “اقتصاد”، أوضح فيه أنه بموجب برتوكول التعاون الذي تم توقيعه بين النقابتين السورية والتركية، تم الاعتراف وبشكل رسمي بالنقابة السورية العامة للمعلمين في تركيا من قبل نقابة المعلمين الأتراك، وتم فتح مركز رئيسي للنقابة في استانبول وذلك لاحتواء وضم آلاف المعلمين السوريين في كيان وجسم نقابي واحد للوقوف على مشاكل هؤلاء المعلمين ومساعدتهم من خلال حث السلطات التركية على الاعتراف بشهاداتهم العلمية وتأمين فرص عمل لهم بمجال التدريس في المدارس السورية المؤقتة أو ضمن المدارس التركية.
كما أنه بموجب هذا البروتوكول سوف تعمل النقابة السورية العامة للمعلمين على بناء (هيكلية إدارية) من شعب ووحدات نقابية تتبع لها في المحافظات والمدن والبلدات التركية التي يتواجد بها المعلمون السوريون لقبول طلبات انتسابهم إليها، إضافة لتسمية مندوب نقابي في المدارس المؤقتة التي تشرف عليها الحكومة التركية، ويعمل بها قطاع واسع من المعلمين السوريين في تركيا لتدريس آلاف الطلاب السوريين.
إضافة إلى تشكيل لجان مشتركة من الجانبين التركي والسوري، لكشف الشهادات العلمية المزورة وفق آليات خاصة ودقيقة بهذا العمل.
إلى جانب العمل على الدفاع عن حقوق المعلمين السوريين ومحاربة الفساد الذي شاب عملية تعليم السوريين سابقاً في تركيا، وتصحيح الأخطاء السابقة والدفاع عن حقوق المعلمين السوريين ووضع المعلم المناسب في المكان المناسب، في إطار محاولة تأمين فرص عمل لهم بما يضمن العيش الكريم لهم، حسب وصف مازن رشيد.
وفي ختام حديثه لـ “اقتصاد”، دعا مازن رشيد المعلمين السوريين في تركيا إلى تقديم طلبات انتساب إلى النقابة السورية العامة للمعلمين في تركيا من خلال صفحة النقابة الرسمية على موقع “فيسبوك”، وإرسال نموذج الانتساب إلى الإيميل الموجود في الصفحة لجمع المعلمين السوريين في كيان نقابي واحد يكون بمثابة البيت لهم، حيث أن باب الانتساب مفتوح أمام جميع المعلمين السوريين في تركيا، حسب وصفه.
جاء توقيع هذا البروتوكول للتعاون، بتفويض من النقيب العام للنقابة السورية العامة للمعلمين، حسن طيفور. ووقّع البروتوكول من الجانب السوري، مصطفى الأسعد، نقيب فرع تركيا، ومن الجانب التركي، علي يالجين، نقيب المعلمين في تركيا.
(علي يالجين، نقيب المعلمين الأتراك، الثاني من اليمين، في صورة تجمعه مع أعضاء وفد النقابة السورية)
(نص بروتوكول التعاون بين نقابة المعلمين السورية ونظيرتها التركية)
اقتصاد مال وأعمال السوريين