وصف موقع “سيرياستيبس ” الموالي للنظام العام 2015 بأنه كان عام الذل بالنسبة للسوريين، وذلك بسبب التضخم الكبير بالأسعار الذي وصل ببعض السلع إلى أكثر من 100 بالمئة بالإضافة إلى الأوضاع الأمنية الصعبة التي زادت من تكاليف الحياة المعيشية دون أن يكون هناك مقابل مادي يغطي ارتفاع هذه التكاليف.
ونقل الموقع عن صحيفة “قاسيون” المقربة من النظام تقريرها المفصل عن الواقع المعيشي خلال العام 2015 والذي أشار فيه إلى أن الفجوة بين الأجور وارتفاع الأسعار زادت إلى أربعة أضعاف حتى نهاية العام، حيث تطور الحد الأدنى للدخل من 13670 ليرة في بداية العام إلى 20170 ليرة حتى نهاية العام، بينما راتفعت تكاليف الحاجات الغذائية الأساسية للأسرة من 68 ألف ليرة إلى 122 ألف ليرة.
واعتبرت الصحيفة أن من أهم الأسباب التي أدت إلى التضخم وارتفاع الأسعار هو تراجع الإنتاج، وعدم وجود حوافز جدية لدعم توسعه ما تسبب بخسارة الليرة لقيمتها، وارتفاع مستوى الأسعار، بالإضافة إلى السياسات الحكومية الرئيسية التي زادت الوضع سوءاً من خلال سياسة عقلنة الدعم، وسياسة تمويل مستوردات التجار بذريعة تأمين المواد وتخفيض أسعارها، وسياسة تحفيز التصدير المتركز بالمواد الزراعية.
وأوضحت أن سياسة عقلنة الدعم، ابتلعت دعم المحروقات التي تحررت أسعارها، وانتقلت شركة محروقات من داعم بمبلغ 329 مليار ل.س في موازنة عام 2015 ، إلى تحقيق فائض وأرباح قدرتها الصحيفة بقرابة 73 مليار ل.س، وتحقيق مبيعات بمقدار 430 مليار ل.س، مع انخفاض قدرات الاستهلاك.
كما انتقدت “قاسيون” سياسات حماية الليرة السورية التي اتبعتها الحكومة والتي أدت إلى ارتفاع سعر الصرف خال العام 2015 من 198 ليرة للدولار إلى نحو 400 ليرة مشيرة إلى أن مقدار الخسارة من القطع الأجنبي خلال تسعة أشهر بلغ 1.34 مليار دولار بسبب سياسة تمويل المستوردات والبيع المباشر في سوق الصرافة.
كذلك انتقدت سياسة تحفيز الصادرات، والتي كانت تسعرها الحكومة بنشراتها بأقل من أسعار السوق المحلية بنسب وصلت إلى 25 بالمئة، ما تسبب، بحسب الصحيفة، بتخفيض فاتورة التصدير، وتخفيض القطع المسترجع للحكومة، لصالح المصدرين، لافتة إلى أنه خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2015 صدر تجار دمشق فقط 176 ألف طن من الخضار والفواكه، قدرت أرباحها الوسطية بـ 9 مليار ل.س وتعود لـ 10 أشخاص رئيسيين تقريباً.
وفي نهاية تقريرها قدمت الصحيفة عرضاً لواقع اللجوء والإغاثة في سوريا أشارت فيه إلى أن 13.5 مليون سوري من أصل 18 مليون باتوا يحتاجون للمساعدة في العام 2015 بزيادة 1.5 مليون عن العام السابق كما يوجد 4.5 مليون سوري لا يمكن إيصال المساعدات لهم في المناطق المحاصرة أو غير الآمنة، هذا بالإضافة إلى وجود 4.2 مليون سوري لاجئون في الدول المجاورة بزيادة 300 ألف عن العام الماضي.
وبالنسبة للاجئين السوريين في أوروبا، قالت “قاسيون” أن أكثر من 500 ألف سوري وصلوا إلى أوروبا خلال العام 2015 مقابل 137 ألف في العام 2014، مشيرة إلى أن نسبة اللاجئين إلى أوروبا يشكلون 10 بالمئة من السوريين النازحين داخلياً والذي يقدر عددهم بـ 6.5 مليون شخص في العام 2015.
اقتصاد مال وأعمال السوريين