ذكر موقع “تابلت” أن هناك ما يقرب من ألف “شبيح” خدموا النظام السوري، استغلوا موجات اللاجئين، وتسربوا معهم إلى الدول الأوروبية.
وقال كاتب التقرير بن ديفيس إن غالبية اللاجئين هربوا من نيران الحرب الأهلية، ولا يشكلون والحالة هذه تهديدا على الأمن القومي للدول الأوروبية، لكن هناك نسبة قليلة من المتورطين بجرائم حرب من أتباع نظام بشار الأسد.
وقال بن ديفيس في تقريره الذي ترجمته “عربي21″: “السوريون المتورطون بجرائم حرب موجودون الآن في أوروبا. وبعضهم مرتبط بتنظيم الدولة. ففي كانون الأول/ ديسمبر، اعتقلت فنلندا شقيقين ظهرا في شريط فيديو قتل فيه مجند عراقي شيعي. وفي كانون الثاني/ يناير، هاجم مغربي (ليس لاجئا) الشرطة في باريس. وفي عام 2015، سُجن عضو في الجيش السوري الحر بالسويد لضربه أسيرا”.
ويرى الكاتب أن التخويف الدائم من أن تنظيم الدولة أرسل فرقا من مقاتليه مع المهاجرين؛ لاختراق أوروبا، وتنفيذ هجمات على شاكلة عملية باريس، لا يوجد ما يؤكد صحته.
ويقول: “مع تصاعد أزمة اللاجئين، بدأت بالبحث في وسائل التواصل الاجتماعي وحساباته؛ من أجل الحصول على معلومات عن مشتبهين بارتكابهم جرائم. واطلعت على المواقع العربية وصفحات الفيسبوك، وتبادلت المعلومات مع السوريين”.
ويضيف: “ما وجدته أن غالبية السوريين لا يشكلون تهديدا على الأمن القومي، ولكن هناك ظاهرة مثيرة للقلق، إذ يحتمل وجود حوالي ألف من مؤيدي الأسد ممن تورطوا في جرائم حرب واستغلوا كرم الدول مع اللاجئين”.
وقال إن الشبيحة الذين عثر عليهم في أوروبا كانوا في خدمة ماهر الأسد، شقيق الرئيس بشار الأسد؛ من أجل مواجهة انتفاضة عام 2011. وظهرت وحشية الشبيحة في جرائم بانياس وداريا. وبعد خمسة أعوام يقوم الشبيحة -الذين ساهموا بتشريد آلاف السكان- بالاستفادة من الأزمة، والفرار بأنفسهم إلى أوروبا.
ويقول: “عند هذه النقطة ربما يتساءل الناس: لماذا يعدّ هؤلاء الناس أخطر من تنظيم الدولة؟ والجواب هو أن الحكومات الغربية حددت تنظيم الدولة بالعدو وليس نظام الأسد. وهم أقل تهديدا؛ لأنه لم تتح الفرصة لهم لكي يكونوا تهديدا. ومثل الشبيحة، فعناصر تنظيم الدولة يقومون بنشر صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي وهم يرتكبون الجرائم الفظيعة. ولأنهم مطلوبون، فمن السهل البحث عنهم وتصفيتهم. أما الشبيحة فهم غير واضحين، وعلينا لوم أنفسنا”. ويقول إن الأوروبيين يبحثون عادة عن رجال يظهر عليهم التدين “إسلاميين”، أما الشبيحة فهم في العادة غير متدينين، ويرتدون الزي الغربي، ويدخنون، ويشربون الخمر، ويحيون الحفلات مع النساء. ولهذا؛ فالمتعصبون الأوروبيون يبحثون عن أشخاص عكس هؤلاء.
ويقول ديفيس إن بعض الشبيحة أرسلتهم المخابرات السورية إلى أوروبا؛ للتجسس على اللاجئين، أو ارتكاب أعمال إرهابية.
ويضيف أنه استخدم موقعه من أجل بناء أرشيف للمقاتلين المؤيدين للنظام، الذين عثر عليهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومنهم:
ليث أيمن منشدي: (لبناني- عراقي) عاش في دمشق، انضم قبل ذلك للمليشيات الشيعية في العراق، وجاء إلى سوريا؛ للقتال مع النظام، ربما مع كتائب “أبو الفضل العباس”، ووضع ليث صوره على الإنترنت، ولكنه ظهر عام 2015 في صور بجزر يونانية، وبعد ذلك غيّر مكان إقامته إلى نوستاد (بيرمان- ألمانيا)، وزعم أنه لاجئ سوري.
محمد كنعان: خدم حول دمشق، وله علاقة جيدة مع الأسد؛ حيث التقاه شخصيا -كما في الصورة- عند زيارة الأسد لحي جوبر في عام 2015. وعذب كنعان سجناء، وسرق وقتل عند الحواجز، وباع سيارات مسروقة. شارك في معارك عدة، بما فيها حول الغوطة. وفي عام 2015، ظهر كنعان في السويد؛ حيث موّل رحلته من سرقاته.
محمد العبدالله: أبو الحيدرين. ولا يبدو العبدالله شبيحا عاديا، فزيه يظهر أنه من القوات الخاصة. وظهر كلاجئ في السويد عام 2015. ويقول نشطاء إن العبدالله كان معروفا بتقطيع الضحايا.
حسام السطوف: عنصر في الشرطة السرية للأسد، أي المخابرات الجوية في حلب، وهو شخص موثوق فيه، وعمل على ما يبدو مرة مع سفير سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، وله صورة معه وضعها السطوف على الفيسبوك. ويقول نشطاء سوريون إن السطوف أرسل إلى موسكو للتدرب على صناعة المتفجرات.
صبري كاكو: وصل كاكو قبل فترة إلى حلب كلاجئ، ولكن الناشطين تساءلوا عن صحة زعمه، خاصة أن سمعته كانت معروفة حول حلب، وهو من أوائل من انضموا للشبيحة.
علاء عادل خليل: وهو عنصر آخر من وحدات النخبة، من القامشلي، وكان ملاكما في الأصل، وتطوع في “اللجان الشعبية” المؤيدة للنظام. ونالت خدماته إعجاب المسؤولين، فنقلوه للقوات الخاصة، وصعد في الخدمة بشكل سريع؛ حيث أصبح بحلول عام 2012 يعمل حارسا من حراس ماهر الأسد، كما ارتبط خليل مع الحرس الجمهوري. ووصل خليل إلى ألمانيا عام 2014 كـ”طالب” هرب من الحرب.
عربي21