
شخصيات من المعارضة السورية في بهو أحد فنادق موسكو حيث يشاركون بالاجتماع التشاوري الذي دعت إليه روسيا (غيتي إيميجز)
تتواصل اجتماعات شخصيات من المعارضة السورية في لقاء موسكو التشاوري، بينما ينظم غدا الأربعاء أول اجتماع لها مع وفد من النظام. وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عدم حضوره الاجتماع الذي تغيب عنه أيضا شخصيات معارضة كثيرة.
وينتظر أن تتضمن الورقة التي سيتوصل إليها المجتمعون اليوم بعض بنود إعلان القاهرة، الذي صدر عن اجتماع المعارضة السورية في 24 يناير/كانون الثاني الجاري، إلا أن شخصيات عديدة من الحاضرين تعارض هذه الورقة، ولا تعترف باجتماع القاهرة ولا بالشخصيات التي حضرته.
وأفاد مصدر معارض في الوفد المشارك -رفض الكشف عن اسمه- لوكالة الأناضول أن من الصعب التوصل إلى ورقة موحدة ومتوازنة، بالنظر إلى الاختلافات في الرؤى والطروحات ما بين الشخصيات المعارضة وكذلك الشخصيات التي دعيت تحت اسم “المجتمع المدني”.
واعتبر المتحدث أن هناك شخصيات حضرت من داخل سوريا لا يمكن القول بأنها معارضة، بل هي تدافع عن النظام حسب قوله.
من جهة أخرى أفاد مصدر مقرب من الخارجية الروسية للأناضول أن موسكو منزعجة من عدم حضور كل من رئيس هيئة التنسيق الوطني حسن عبد العظيم، والرئيس السابق لهيئة التنسيق في الخارج هيثم مناع.
وأكد المصدر أن غياب عبد العظيم ومناع إلى جانب شخصيات عديدة أخرى فسح المجال لشخصيات مثل قدري جميل كي يتصدر الواجهة المعارضة، كونهم يريدون شخصيات أخرى لم تحترق أروقها بعد، بحسب ما ذكر.
غياب الائتلاف
وتأتي مبادرة موسكو بعد نحو عام على مؤتمر جنيف الثاني لمحادثات السلام الذي عقد بين أطراف الأزمة السورية تحت إشراف الأمم المتحدة وقوى دولية، وبعد أيام من اجتماع للمعارضة في القاهرة.
من جهته، أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنه لن يحضر الاجتماع في موسكو، معتبرا أن أي محادثات مع النظام السوري يجب أن تتم في بلد محايد وتحت رعاية الأمم المتحدة.
وأكد رئيس الائتلاف خالد خوجة في كلمة -خلال زيارة قام بها إلى مناطق في ريف اللاذقية كما ظهر في فيديو- أن الائتلاف لن يجلس إلى طاولة حوار مع نظام الرئيس بشار الأسد، إلا على أساس بيان جنيف الذي يدعو إلى إقامة حكم انتقالي في سوريا.
يذكر أن لقاء موسكو التشاوري كان قد بدأ أمس باجتماعات بين شخصيات معارضة سورية وأخرى من المجتمع المدني من الداخل، وافتتح الجلسة الأولى رئيس معهد الاستشراف “فيتالي نوومكن” بكلمة افتتاحية، رحب فيها بالمجتمعين وأعرب عن أمله في التوصل إلى حل للأزمة السورية.
وخففت دمشق مستوى تمثيلها في الاجتماع، ليرأسه ممثل سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، بعد أن كان مقررا في وقت سابق أن يقوده وزير الخارجية وليد المعلم أو نائبه فيصل المقداد، وذلك -على ما يبدو- كرد على عدم حضور شخصيات أو أطراف وازنة من المعارضة.